مدفع رمضان وإيلون مصر.. هل تغير جوائز المسابقات حياة المصريين؟

مدفع رمضان وإيلون مصر: هل تغير جوائز المسابقات حياة المصريين؟
مدفع رمضان وإيلون مصر: هل تغير جوائز المسابقات حياة المصريين؟
مدفع رمضان وإيلون مصر: هل تغير جوائز المسابقات حياة المصريين؟

يتابع مدبولي وأسرته برنامج مدفع رمضان في حجرة بسيطة في مرآب أحد مباني حي مدينة نصر حيث يعمل الأب حارساً للعقار، وتقوم فكرة البرنامج الذي يقدمه الممثل والفنان المصري محمد رمضان على منح 100 ألف جنيه لأحد المارة.

قال مدبولي بعفوية بلهجته الصعيدية «لو كسبت 100 ألف جنيه حخرب الدنيا وحعمل كل حاجة».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

يذاع البرنامج كل يوم في السادسة مساءً على قناة دي أم سي المصرية، حيث يتولى رمضان النزول إلى الشارع ليمنح أحد المارة 100 ألف جنيه (نحو 2000 دولار أميركي)، ثم تعم الفرحة والسرور ويقوم أحد أفراد الحراسة الشخصية الخاص برمضان بوضع إكليل ذهبي على رأس الفائز المحظوظ ووضع ثوب أحمر ملكي على أكتافه، ثم يصعد النجم للرقص أعلى سيارته المرسيدس فئة جي كلاس السوداء.

يحصل مدبولي على راتب شهري قدره 1900 جنيه (نحو 35 دولاراً أميركياً) ويرى الرجل الأربعيني نفسه في هؤلاء البسطاء ولكنه لا يتوقع أن يفوز بالجائزة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

إيلون مصر

يتابع المشاهدون كذلك برنامج رامز إيلون مصر الذي يطرح سؤالاً في نهاية كل حلقة مبنياً على الملاحظة مثل «ما لون حذاء أو حزام نجم الحلقة؟». 

ثم يقوم فريق التصوير بزيارة منزل الفائزين الثلاثة الذين يحظى كل منهم بجائزة قدرها 100 ألف جنيه، والملاحظ أن أغلب بيوت الفائزين بسيطة التكوين، ففي هذه المشاهد تختفي منازل التجمعات السكنية الفاخرة (الكومباوند) التي تظهر في الإعلانات وفي مسلسلات شهر رمضان، فتنزل الكاميرا وسط بسطاء مصر الذين لا يظهرون كثيراً، وتذكرنا مساكنهم بمشاهد من أفلام سينما الثمانينيات والتسعينيات التي أخرجها محمد خان وداوود عبد السيد وعاطف الطيب، فالكثير من الفائزين تشبه منزل عماد حمدي في فيلم سائق الأتوبيس الذي تم إنتاجه عام 1982، وتدور الحبكة الدرامية للفيلم حول عجز الأسرة عن تدبير 20 ألف جنيه لسداد متأخرات الضرائب.

ما الذي يستطيع أحد الرابحين تحقيقه بمبلغ الجائزة؟

بالطبع من يربحون هذا المبلغ لن يقوموا بشراء آيفون 16 برو ماكس الذي يلامس سعره في مصر 100 ألف جنيه، فبائع الذرة الرابح قال لرمضان إنه سيسهم «في شراء جهاز منزل الزوجية الخاص بابنة أخيه المتوفي التي تعيش في محافظة أسيوط»، الواقعة على بعد نحو 400 كم جنوب القاهرة.

وتسهم الأسر في مصر في شراء محتويات منزل الزوجية وكثيراً ما يتقاسم الطرفان تكاليف تجهيز المنزل، ويقومون في الأحياء الشعبية والقرى بعرض المحتويات على سيارات نقل كبيرة لاستعراض ما أهدته الأسرة لابنتهم، وهو ما يسمى «بجهاز العروسة»، وهو بند يؤرق الكثير من الأسر على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية في مصر.

تثير عودة برامج المسابقات ذاكرة المصريين الذين عاشوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث كانت شركة الريان العاملة في مجال توظيف الأموال تقدم جائزة يومية لمن يجيب عن سؤال عن الآية القرآنية الصحيحة. ويتشابه برنامج مدفع رمضان مع برنامج كلام من ذهب الذي كان يمنح صاحب الإجابة الصحيحة جنيهاً ذهبياً، وسط فرحة وازدحام المارة.

مدبولي الذي يبلغ من العمر 45 عاماً لا يحلم بلقاء محمد رمضان فهو مقتنع بأن «فرص هذا اللقاء محض صدفة صعبة التحقيق»، بعد التريث أكد مدبولي مبتسماً أنه «سيقوم» ببناء منزل للأسرة في قرية الواسطي (حيث تعود أصولهم) إذا ربح 100 ألف جنيه.

أما ابنه محمد فقد توقف عن إرسال رسائل مدفوعة لبرنامج رامز إيلون مصر والمشاركة في المسابقة منذ يوم 7 رمضان، ويشارك والده رغبة بناء منزلٍ للأسرة إذا امتلك 100 ألف جنيه.

أما أحمد الابن الأصغر والذي يعمل باليومية في إحدى صيدليات الحي فيطمح إلى تأسيس «محل بقالة في القرية، ثم توجيه الأرباح لبناء المنزل».