رئيس كوريا الجنوبية الجديد.. وعود وتحديات اقتصادية

عهد لي جيه ميونغ يبدأ.. والاقتصاد في صدارة الأولويات (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية الجديد.. وعود وتحديات اقتصادية
عهد لي جيه ميونغ يبدأ.. والاقتصاد في صدارة الأولويات (أ.ف.ب)

تولّى لي جيه ميونغ، الرئيس الليبرالي الجديد لكوريا الجنوبية، مهامه رسمياً اليوم الأربعاء، بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية المبكرة، في مشهد تاريخي يعكس تطلع الشعب الكوري الجنوبي للتغيير.

وقد جاء انتخابه بعد ستة أشهر من فوضى سياسية غير مسبوقة سببها فرض الأحكام العرفية من قِبل الرئيس السابق يون سوك يول، ما أدى إلى إقالته ومحاكمته بتهم تتعلق بالتمرد على النظام الديمقراطي، ووسط هذه الأزمات، برز لي كرمز للأمل والاستقرار، خاصة من الناحية الاقتصادية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

فجر جديد للاقتصاد الكوري

في أولى خطاباته عقب إعلان فوزه، وعد لي بإعادة إحياء الاقتصاد الذي يعاني من تباطؤ في النمو وتحديات حماية تجارية متزايدة من شركاء تقليديين كأميركا.

وقال لي «يمكننا تجاوز هذه المحنة المؤقتة بقوة شعبنا وقدراتهم العظيمة»، مشدداً على أن حكومته ستكون «براغماتية ومؤيدة للسوق» مع إصلاحات جذرية تهدف إلى تحفيز الابتكار، وتخفيف القيود التنظيمية، ودعم الفئات المتوسطة والمحدودة الدخل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقد انعكست وعوده سريعاً على الأسواق، إذ سجل مؤشر «كوسبي» ارتفاعاً بواقع اثنين في المئة في التعاملات الصباحية المبكرة اليوم الأربعاء، مدفوعاً بآمال المستثمرين في إصلاحات مالية ومبادرات صديقة للطاقة المتجددة، وهي من أولويات لي الذي أكد سعيه لتحويل كوريا الجنوبية إلى «مجتمع يعتمد على الطاقة النظيفة والمستدامة».

تحديات داخلية وخارجية

رغم التفاؤل الذي سيطر على الأجواء، فإن لي جيه ميونغ يواجه مجموعة من التحديات المعقدة، في مقدمتها الانقسام السياسي الحاد داخل المجتمع.

لكن قد تعهد لي في كلمته بأن يكون «رئيساً لجميع الكوريين»، وأن يعمل على طي صفحة الخلافات، وتحقيق العدالة عبر فتح تحقيق شامل في محاولة التمرد ومحاسبة المسؤولين عنها.

أما على الصعيد الخارجي، يجد لي نفسه أمام ضرورة التفاوض بسرعة مع الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالرسوم الجمركية المفروضة على صناعات كورية رئيسية مثل السيارات والصلب، وهي قرارات بدأت منذ عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما زالت تؤثر سلباً على الصادرات الكورية.

كما يواجه تحديات في العلاقات مع الصين، الشريك التجاري الأكبر، والتي تتطلب تعاملاً خاصاً في ظل التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى الحفاظ على التحالف العسكري مع الولايات المتحدة والانفتاح الدبلوماسي على كوريا الشمالية، التي وعد بمحاورتها من موقع «القوة والاتزان» لتحقيق سلام مستدام.

إرث ثقيل

يرث لي جيه ميونغ اقتصاداً يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع في دخل الأسر، وأعباء متزايدة على أصحاب المشاريع الصغيرة، لكنه وعد بأن تكون استجابته الأولى كرئيس موجهة لهذه القضايا اليومية للمواطنين، لا سيما عبر سياسات مالية موجهة، وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، وتحفيز ريادة الأعمال.

وفي الوقت ذاته، عبّر العديد من المواطنين عن آمالهم في أن يكون لي رئيساً يدعم «الناس العاديين»، بعيداً عن مصالح النخب والطبقات الثرية، وقالت تشوي مي-جونغ، معلمة العلوم التي شاركت في الاحتجاجات ضد الأحكام العرفية، في تصريحات لوكالة رويترز «لي هو قائد الشعب، وآمل أن يكون عهده بداية جديدة لكوريا أكثر عدلاً وإنصافاً».

ولن يُقاس نجاح لي جيه ميونغ فقط بقدرته على إنعاش الاقتصاد، بل أيضاً بمدى نجاحه في تضميد جراح مجتمع مجروح، واستعادة ثقة شعبه في المؤسسات الديمقراطية، وتثبيت دور كوريا الجنوبية كقوة اقتصادية إقليمية ذات سيادة مستقلة وصوت مسموع في العالم.

وبينما تبدأ كوريا الجنوبية فصلاً جديداً، يظل الأمل معقوداً على أن يكون عهد لي جيه ميونغ عنواناً للتعافي، والوحدة، والنمو.