بينما تتصاعد وتيرة الحرب بين إيران وإسرائيل، يبدو أن الجبهة الأخطر في طهران لم تعد فقط عسكرية، بل اقتصادية بالدرجة الأولى. فالأزمة التي تعانيها البلاد منذ سنوات بلغت ذروتها، مع انهيار العملة، وعودة طوابير البنزين، وتصاعد مؤشرات الفقر والانهيار الاجتماعي.
انهيار الريال.. والعملة في أدنى مستوياتها عالمياً
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
منذ بداية الحرب، فقد الريال الإيراني نحو 12% من قيمته مقابل اليورو في أقل من أسبوع، فيما تجاوز سعر الدولار في السوق السوداء حاجز 955 ألف ريال. هذا الانخفاض الحاد يضاف إلى تدهور مستمر منذ 2024، إذ خسر الريال أكثر من 40% من قيمته خلال عام واحد، ليصبح من بين أضعف العملات عالميًا، بحسب تقارير Fortune وCapital Economics.
أسعار الغذاء ترتفع والتضخم ينهش القوى الشرائية
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
التضخم الغذائي تجاوز 30% في بداية عام 2025، مع قفزات بأسعار الأرز والبطاطس والبصل تجاوزت 50% في بعض المناطق، ما دفع ملايين الإيرانيين إلى تقليص وجباتهم أو التخلي عن مواد غذائية أساسية.
طوابير البنزين تعود والانقطاعات الكهربائية تتزايد
منذ نهاية 2024، تشهد البلاد أزمة متفاقمة في الوقود.. العجز اليومي يتراوح بين 15 و20 مليون لتر، ما أدّى إلى مشاهد مألوفة من طوابير طويلة أمام محطات البنزين. في الوقت ذاته، يعاني السكان انقطاعاً متكرراً للكهرباء، في ظل أزمة غاز خانقة تعجز الحكومة عن احتوائها بسبب تقادم البنية التحتية وضعف الاستثمار المحلي.
منشآت الطاقة تحت القصف الإسرائيلي
الهجمات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت بشكلٍ مباشر منشآت استراتيجية للطاقة، أبرزها حقل غاز «جنوب بارس»، الذي يُعد الأكبر في العالم.
ووفقاً لوكالة «رويترز»، تسببت الضربات في وقف إنتاج نحو 12 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، إضافة إلى اندلاع حريق كبير في وحدة المعالجة، ما زاد الضغط على شبكة الطاقة المتهالكة أساساً.
فقر شامل وقلق شعبي من الانهيار
الضغوط المتراكمة دفعت معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبح أكثر من نصف السكان غير قادرين على توفير الغذاء الكافي، حسب تقارير «أسوشيتد برس» و«رويترز». وتحدثت مصادر محلية عن موجات من سحب الأموال من المصارف، وتزايد في الطلب على العملات الأجنبية، بل وحتى حالات نزوح داخلي وهروب للأفراد من المدن الصناعية المهددة.