سلَّطت زيارة سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، المرتقبة إلى دولة الإمارات يوم الاثنين، الضوء على تاريخ الشراكات الاقتصادية الثنائية بين البلدين.

فعلى مدار الأعوام الماضية، شهدت الإمارات وسلطنة عُمان إبرام اتفاقيات عديدة عززت حجم التبادل التجاري بين البلدين، ورسّخت الاستثمارات المتبادلة بينهما، إذ تأتي الإمارات في مقدمة دول العالم التي تستثمر في عُمان عبر العديد من القطاعات مثل الصناعات التحويلية والأنشطة العقارية وأنشطة المشروعات التجارية والإنشاءات والوساطة المالية والنقل والتخزين والفنادق.

كما تعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للسلطنة، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40 في المئة من مجمل الواردات العُمانية من العالم، كما تستأثر بنحو 20 في المئة من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية في عام 2022، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية.

التبادل التجاري بين الإمارات وعُمان

بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وسلطنة عُمان نحو 5.4 مليار ريال عُماني (14.1 مليار دولار)، بنهاية عام 2023، بانخفاض بنسبة 2.4 في المئة مقارنة بعام 2022، وفقاً لما أوردته وزارة الخارجية العُمانية.

وبنهاية العام الماضي، تجاوزت قيمة المنتجات العُمانية المصدرة إلى الإمارات نحو 291.7 مليون ريال عُماني، تمثلت في منتجات الصناعات الكيماوية والمعدنية والصناعات المرتبطة بها، وبلغت الصادرات العُمانية إلى الإمارات خلال عام 2023 نحو مليار ريال عُماني، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 20.4 في المئة مقارنة بعام 2022.

كما وصلت قيمة المنتجات المستوردة من الإمارات إلى عُمان إلى أكثر من 837.7 مليون ريال عُماني، تمثلت في الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية.

حجم الاستثمارات

وتتصدر الإمارات الدول المستقطبة للاستثمارات العُمانية المباشرة بالخارج، إذ بلغت قيمة هذه الاستثمارات نحو 960 مليون ريال عُماني حتى نهاية عام 2022.

أما الاستثمارات الإماراتية المباشرة في عُمان، فقد بلغت نحو 958.6 مليون ريال عُماني حتى نهاية العام الماضي.

تأتي عُمان في المرتبة الثالثة عربياً والعاشرة عالمياً ضمن قائمة الشركاء التجاريين للإمارات، إذ تستحوذ على 20 في المئة من إجمالي تجارة الإمارات؛ نظراً لسهولة نقل البضائع عبر المنافذ البرية، الأمر الذي يتوقع أن يزداد تطوراً مع مشروع شبكة السكك الحديدية الذي سيربط بين البلدين.

مشروع ربط السكك الحديدية

شهد سبتمبر أيلول عام 2022، توقيع اتفاقية تعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين شركة الاتحاد للقطارات والرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد.

تضمنت الاتفاقية تأسيس شركة عُمان والاتحاد للقطارات المملوكة بالمناصفة بين الجانبين؛ بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

ومن المقرر أن يتبنى مسار شبكة السكك الحديدية بين أبوظبي وصحار، الممتد لمسافة 303 كيلومترات، أعلى معايير الأمان والسلامة والبيئة العالمية لتقديم خدمات آمنة وسريعة لنقل الركاب وشحن البضائع.

وستصل سرعة قطار الركاب إلى 200 كيلومتر في الساعة، إذ سيقطع المسافة بين صحار وأبوظبي في 100 دقيقة، بينما تصل المسافة بين صحار والعين إلى نحو 47 دقيقة، علماً أن سرعة قطار البضائع ستبلغ 120 كيلومتراً في الساعة.

وكان وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العُماني، سعيد بن حمود المعولي، قال عقب توقيع الاتفاقية، إن سعة الركاب للمشروع ستتراوح في البداية بين 11 و12 ألف راكب.

كما تعمل شركة الاتحاد للقطارات وقطارات عُمان حالياً على تحديد الجدول الزمني المتوقع لتشغيل المشروع، على أن يُعلن عنه في وقت لاحق فور اعتماده، علماً أن وزير النقل قال سابقاً، إن المشروع سيأخذ نحو سبعة أعوام من التصاميم إلى الإنشاء والتدشين.

ويعلق القطاع الخاص آمالاً على هذا المشروع، ونقلت وكالة الأنباء العُمانية عن مصطفى بن أحمد سلمان، أحد رجال الأعمال العُمانيين ورئيس مجلس إدارة شركة المتحدة للأوراق المالية، قوله إن مشروع شبكة السكك الحديدية الذي سيربط عُمان بالإمارات سيُسهم في زيادة نقل البضائع والسلع، ويرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ويُعيدُ التصدير عبر الموانئ العُمانية، فضلاً عن تقليل تكلفة الشحن، وسرعة وصول البضائع.

(الريال العُماني = 2.60 دولار أميركي)