بمناسبة اليوم العالمي للنحل، الذي يُحتفل به في 20 مايو من كل عام، يُسَلط الضوء على الفوائد الاقتصادية الكبيرة للنحل ودوره الحيوي في الزراعة والتنوع البيولوجي.

يعتبر النحل من أهم الملقحات الطبيعية، حيث يعتمد نحو 70 في المئة من المحاصيل الزراعية العالمية على التلقيح الذي يقوم به النحل وغيره من الملقحات؛ ما يسهم بشكل مباشر في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وجودتها، وفقاً لـ«بيز نيرباي» beesnearby.

الفوائد الاقتصادية للنحل

يلعب النحل دوراً رئيسياً في تحسين إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية مثل الفواكه، المكسرات، والخضروات، على سبيل المثال، تم تقدير قيمة تلقيح النحل لأشجار التفاح في المملكة المتحدة بنحو 170.2 مليون جنيه إسترليني في عام 2020 بعد تعديل التضخم، وفقاً لبيز نيرباي، وفي الولايات المتحدة، تقدر قيمة التلقيح الذي يقوم به نحل العسل بأكثر من 14 مليار دولار سنوياً، وفقاً لانترناشيونال إيفنت داي internationaleventday.

يسهم النحل في إنتاج ثلث غذاء البشر من خلال تلقيح المحاصيل الزراعية؛ ما يدعم الأمن الغذائي العالمي، ويعتمد إنتاج العديد من المحاصيل الغذائية الأساسية مثل البن، الكاكاو، واللوز على التلقيح الذي يقوم به النحل؛ ما يعزز توافر الغذاء ويحسن جودته.

بالإضافة إلى التلقيح، ينتج النحل منتجات مهمة مثل العسل، الشمع، وصمغ النحل، والتي لها قيمة اقتصادية كبيرة، وفي عام 2016، بلغت قيمة إنتاج العسل في الولايات المتحدة نحو 339 مليون دولار وفقاً لأحدث بيانات متوفرة عن internationaleventday، ويستخدم شمع النحل في صناعة الشموع، ومواد التلميع، والمنتجات الصيدلانية والتجميلية.

يعزز النحل التنوع البيولوجي من خلال تلقيح النباتات البرية؛ ما يدعم النظم البيئية المستدامة، وتلعب هذه العمليات دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة النظم البيئية التي يعتمد عليها الإنتاج الزراعي والبشري.

التهديدات التي تواجه النحل

النحل يواجه تهديدات متعددة تشمل استخدام المبيدات الحشرية، وفقدان الموائل، والتغيرات المناخية، ويؤثر استخدام المبيدات مثل النيونيكوتينويد على صحة النحل؛ ما يقلل من كفاءته في التلقيح ويزيد من معدلات نفوقه، كذلك، تؤدي التغيرات في استخدام الأراضي والتغيرات المناخية إلى فقدان مواطن النحل وتقليل تنوعه البيولوجي.

ولضمان استدامة النحل والفوائد الاقتصادية التي يقدمها، يجب تنفيذ ممارسات زراعية مستدامة ودعم تربية النحل بشكل مسؤول، وتشمل هذه الممارسات تقليل استخدام المبيدات، وتعزيز زراعة النباتات الصديقة للنحل، والحفاظ على الموائل الطبيعية للنحل.

اليوم العالمي للنحل يمثل فرصة لزيادة الوعي بأهمية النحل واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته ودعمه؛ ما يضمن استدامة النظم البيئية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي العالمي.

لماذا يوم النحل العالمي؟

يتم الاحتفال باليوم العالمي للنحل كل عام، بهدف رفع مستوى الوعي حول الدور الأساسي الذي يلعبه النحل والملقحات الأخرى في الحفاظ على صحة الناس والكوكب، ويتم الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2018، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها حكومة سلوفينيا بدعم من أبيمونديا (الاتحاد الدولي لرابطات النحالين) التي دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان يوم 20 مايو يوماً عالمياً للنحل.

سبب اختيار يوم 20 مايو للاحتفال بالنحل

تم اختيار تاريخ هذا الاحتفال لأنه يصادف اليوم الذي ولد فيه أنطون جانشا، رائد تربية النحل الحديث، ينحدر جانشا من عائلة تعمل في تربية النحل في سلوفينيا، حيث تعتبر تربية النحل نشاطاً زراعياً مهماً وله تقليد طويل الأمد.

واليوم تتناقص أعداد النحل والملقحات والعديد من الحشرات الأخرى، ويوفر هذا اليوم فرصة لنا جميعاً -سواء كنا نعمل لصالح الحكومات أو المنظمات أو المجتمع المدني أو المواطنين المعنيين- لتعزيز الإجراءات التي من شأنها حماية وتعزيز الملقحات وموائلها، وتحسين وفرتها وتنوعها، ودعم التنمية المستدامة تربية النحل.