يتزايد عدد المليارديرات الذين يدعمون الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حملته الانتخابية، رغم إدانته جنائياً يوم الخميس في 34 تهمة قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

وأقصى عقوبة قد يواجهها ترامب بعد إدانته من قبل هيئة المحلفين في نيويورك، هي السجن لأربع سنوات، إلا أنه عادة ما تصدر أحكام أقصر للمدانين بمثل هذه الجريمة أو أنهم يواجهون غرامات أو يتم وضعهم تحت المراقبة.

وتساعد موجة الدعم الضخمة الرئيس السابق على تضييق فجوة جمع التبرعات مع الرئيس جو بايدن واغتنام زخم جديد في سباقه للبيت الأبيض، وقد تبرع البعض بالفعل بالملايين لحملته، وأعلن البعض الآخر عن خطط للقيام بذلك، والبعض الآخر يقول الآن فقط إنهم سيصوتون له.

ويأتي التحول في توجهات أثرياء الولايات المتحدة الذين تخلوا عن ترامب بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير كانون الثاني 2021، بعد وعود ترامب بخفض الضرائب على الأثرياء وإلغاء اللوائح التنظيمية.

وبحسب موقع «أوبن سيكريتس» الذي يتتبع التبرعات حسب الحجم، شكلت التبرعات الضخمة 14 في المئة من تمويل ترامب في عام 2016، لكنها ارتفعت إلى 68 في المئة خلال العام الجاري.

إيلون ماسك في صدارة المؤيدين

من بين أبرز المليارديرات الداعمين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ثالث أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، والذي حصل على وعد من ترامب بالحصول على دور استشاري حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت غورنال.

التقى ماسك بترامب في مارس آذار، ووفقاً للتقرير، يتحدث الآن مع ترامب عدة مرات في الشهر، وبحسب ما ورد ناقش الرجلان منح ماسك دوراً استشارياً رسمياً بشأن أمن الحدود، وهي قضية يركز عليها ماسك بشدة.

كما أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون ستيف شوارزمان، مؤيداً لدونالد ترامب، وقال شوارزمان لموقع أكسيوس «إنه يدعم ترامب وسيتبرع له باعتباره تصويتاً من أجل التغيير».

يعد المؤسس المشارك لشركة بلاكستون من بين أغنى 40 شخصاً في العالم، بثروة تبلغ 41 مليار دولار

وأعلنت مجموعة من الأسماء المألوفة في الحزب الجمهوري دعمها لترامب في الأشهر الأخيرة، بالإضافة إلى شوارزمان، ومن بينهم شخصيات مثل قطب الفنادق روبرت بيجلو والمستثمر الناشط نيلسون بيلتز.

كان روبرت بيجلو، الملياردير المالك لشركة بادجت سويتس أوف أميركا ومؤسس بيجلو ايروسبيس، يدعم المرشح الجمهوري رون دي سانتيس سابقاً، لكنه وضع منذ ذلك الحين خططاً لمنح أكثر من 20 مليون دولار لترامب، كما شارك أيضاً في رئاسة حملة جمع التبرعات الأخيرة في منزل بولسون في فلوريدا.

وانسحب حاكم فلوريدا رون دي سانتيس من السباق الرئاسي الأميركي في يناير كانون الثاني، وأعلن تأييده لدونالد ترامب.

موجة دعم غير مسبوقة لترامب أم عداء لبايدن

وقال نيسلون بيلتز لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيصوت لصالح ترامب، لكن التبرعات قد تكون أو لا تكون قادمة، وقال للصحيفة «لست سعيداً بذلك»، مضيفاً أنه لا تزال لديه شكوك بشأن ترامب لكن مخاوفه بشأن مدى أهلية بايدن للمنصب طغت عليها.

تبرع بيلتز، الذي خسر مؤخراً معركة رفيعة المستوى مع شركة ديزني ورئيسها التنفيذي بوب إيجر، للسيناتور تيم سكوت خلال موسم الانتخابات التمهيدية الرئاسية.

وفي يوم الخميس، وقبل ساعات من صدور الحكم على ترامب، أعلن مستثمر صناديق التحوط الشهير، بيل أكمان، ميله إلى دعم الرئيس السابق أيضاً.

وقد تلقى ترامب أيضاً دعماً من الرؤساء التنفيذيين الأثرياء في مجال الطاقة بعد ما يبدو أنه جهد منسق للتواصل مع تلك الصناعة.

وبحسب تقارير إعلامية وجه ترامب نداءات مباشرة للتبرعات مقابل قيود أكثر مرونة على أشياء مثل التنقيب عن النفط في حالة فوزه.

وزاد هارولد هام، مؤسس ورئيس شركة النفط والغاز الطبيعي كونتيننتال ريسورسيز، من تحالفه مع ترامب في الأشهر الأخيرة.

وتُظهر بيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية مساهمة قدرها 614 ألف دولار من (هام) إلى لجنة جمع التبرعات المشتركة لترامب في نهاية مارس آذار.

واستفاد ترامب من مشكلاته القانونية لجمع الأموال من المانحين الأثرياء، وحصدت حملته 25 مليون دولار أكثر من بايدن في أبريل نيسان.

وفي غضون دقائق من الحكم بالإدانة، وزعت حملة ترامب رسالة بريد إلكتروني لجمع التبرعات تصف الرئيس السابق بأنه «سجين سياسي» وتساءلت «هل هذه نهاية أميركا؟»