أصدرت هيئة محلفين يوم الخميس حكماً بتغريم اتحاد كرة القدم الأميركية أكثر من 4.7 مليار دولار لانتهاكات مكافحة الاحتكار في ما يتعلق بحزمة «تذاكر الأحد» التي تتيح للمشجعين مشاهدة المباريات خارج مناطقهم المحلية لكنها تلزمهم بشراء حق الوصول إلى مجموعة كبيرة من المباريات.
ونظراً لطبيعة القضية كمسألة تتعلق بمكافحة الاحتكار، فقد يتضاعف الحكم ثلاث مرات إذا أُيد، ما يضع اتحاد كرة القدم الأميركية على المحك لدفع تعويضات بقيمة 14.1 مليار دولار، لكن الدوري تعهد بالفعل بالاستئناف.
ضربة قوية لكرة القدم الأميركية
والحكم كبير بما يكفي ليشكل ضربة مالية قاسية لأغنى رياضة في أميركا والأكثر شعبية وربحية، كانت الإيرادات السنوية لرابطة كرة القدم الأميركية أكثر من 18 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للتقديرات.
وحدد مفوض الدوري روجر جوديل هدفاً للإيرادات السنوية بقيمة 25 مليار دولار بحلول عام 2027، تعد رسوم الحقوق المحرك الرئيسي لهذا التدفق من الإيرادات، لكن هذا القرار قد يهز هذه الصفقات ويغير الطريقة التي تجني بها الفرق المال.
ركزت القضية -التي رُفعت لأول مرة في عام 2015- على حزمة مباريات اتحاد كرة القدم الأميركي خارج المناطق المحلية التي لا تُعرض على المستوى الوطني على شبكات أخرى.
جادل محامو المدعين في الدعوى الجماعية بأنه من خلال تقييد بث تلك المباريات «خارج السوق» بحزمة «تذكرة الأحد»، فإن اتحاد كرة القدم الأميركي يجبر العملاء الذين يريدون مشاهدة فريق واحد أو مجموعة صغيرة من الفرق على دفع المزيد.
ونظراً للتكلفة المنخفضة نسبياً للبث عبر الإنترنت ونقل التلفزيون عبر الأقمار الصناعية والكابلات، فإن كل فريق يتصرف بشكل مستقل سيعرض مبارياته بسعر تنافسي لأي شخص في البلاد يريد مشاهدة هذا الفريق المعين، وقال محامو المدعين «لكن بدلاً من ذلك، تخلت جميع الفرق عن هذا الخيار لصالح إنشاء احتكار أكثر ربحية».
وقال المحامي الرئيسي في القضية بيل كارمودي لشبكة CNN «لقد تحققت العدالة، وكان يوماً عظيماً للمستهلكين في كل مكان»، معقباً «لقد كان فوزاً حاسماً حقيقياً».
خلال المرافعات، زعم المدعون أنه يجب أن يتمكن مشجعو فرق معينة من شراء حزم المباريات التي يريدون مشاهدتها فقط، وليس مباريات الدوري بالكامل خارج السوق، لكن هيئة المحلفين لم تحكم على ما إذا كان ذلك سيحدث الآن وأصدرت قراراً فقط بشأن مقدار الأضرار.
وأضاف كارمودي عندما سُئل عما إذا كانت حزم المباريات الفردية أو الفرق ستُعرض الآن، «لا أعرف، آمل ذلك بالتأكيد، هذا السؤال هو شيء ستتعامل معه المحكمة بشكل منفصل».
رد اتحاد كرة القدم الأميركية
ومن جانبه قال اتحاد كرة القدم الأميركية إنه يوفر أفضل قيمة لعشاقه لمشاهدة مجموعة واسعة من المباريات مجاناً على شبكات البث، ومباريات أخرى دون رسوم إضافية لأولئك الذين لديهم خدمات الكابل أو الأقمار الصناعية أو البث.
وأضاف الاتحاد في بيان «نحن نشعر بخيبة أمل إزاء حكم هيئة المحلفين اليوم في الدعوى الجماعية (تذاكر الأحد)، ونستمر في الاعتقاد بأن استراتيجية توزيع الوسائط لدينا، التي تتميز ببث جميع مباريات الدوري على التلفزيون المجاني عبر الهواء في أسواق الفرق المشاركة والتوزيع الوطني لأشهر مبارياتنا، هي إلى حد بعيد نموذج التوزيع الأكثر ملاءمة للمشجعين في جميع الرياضات والترفيه، سنطعن بالتأكيد في هذا القرار لأننا نعتقد أن ادعاءات الدعوى الجماعية في هذه القضية لا أساس لها من الصحة ولا تستحق».
ركزت القضية على الحزمة كما عرضتها «ديركت تي في» التي احتفظت بحزمة «تذاكر الأحد» الحصرية حتى خسرتها لصالح «يوتيوب تي في» المملوكة لغوغل في بداية الموسم الماضي، والتي ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنها تكلفت ملياري سنوياً، وتفرض يوتيوب على المشجعين 449 دولاراً سنوياً للحزمة.
(كريس إيزيدور، CNN)