أقامت وزارة العدل الأميركية وأكثر من عشرين ولاية دعوى قضائية لتفكيك شركة لايف نيشن، الشركة المتخصصة في الترويج للحفلات الموسيقية والمالكة لمنصة تيكت ماستر لبيع التذاكر، قائلة إن الشركة تبالغ في أسعار تذاكر الحفلات بشكل غير قانوني وألحقت الضرر بالفنانين.
ولكن بحسب وزارة العدل، فإن تلك الشكاوى ما هي إلّا غيض من فيض المشكلات التي تتعلق بشركة بيع التذاكر العملاقة.
وقال المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند في مؤتمر صحفي «لسنا هنا لأن سلوك تيكت ماستر غير مريح أو محبط، نحن هنا لأن سلوكها غير قانوني».
من الجدير بالذكر أن هذه الدعوى القضائية ليست أول دعوى تواجهها شركة الترفيه العملاقة، إذ واجهت الشركة الأم ووحدتها تيكت ماستر دعوى قضائية في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي بتهمة «السلوك غير القانوني» خلال بيع تذاكر إحدى الجولات الغنائية وبزعم أن عملاق التذاكر انتهك قوانين مكافحة الاحتكار.
وتثير هذه القضايا التساؤلات لدى محبي الحفلات الموسيقية وروادها، فكيف ستنعكس هذه القضايا عليهم وماذا يعني حل الشركة الأكبر في عالم بيع التذاكر؟
منافسة أكبر بالنسبة للجمهور والفنانين
وفقاً للدعوى القضائية المرفوعة في نيويورك من قبل حكومة الولايات المتحدة و30 مدعياً عاماً من كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، احتكرت لايف نيشن سوق الفعاليات من خلال امتلاك حصص كبيرة في كل قطاع مطلوب لإجراء جولات فنية ناجحة.
ولا يشمل هذا تيكت ماستر فحسب، لكنه يشمل أيضاً أجزاء أخرى من سلسلة القيمة، بما في ذلك مروجو الحفلات الموسيقية الذين يعملون مع الفنانين لتقديم الحفلات وحتى العديد من الأماكن التي يقدم فيها الفنانون حفلاتهم.
يقول مسؤولو مكافحة الاحتكار إن لايف نيشن استخدمت هذا التكامل كسلاح، حيث لجأت إلى العقود الحصرية والتهديدات والانتقام لترويض المنافسة وضمان التزام أماكن إقامة الحفلات ومنافسيها بقواعدها، وتقول الحكومات إن هذه التكتيكات هي التي تسمح لشركة لايف نيشن بفرض رسوم باهظة تلحق الضرر بالمستهلك في نهاية المطاف، ومعاقبة الفنانين الذين يقاطعون الشركة.
أسعار التذاكر لن تنخفض
يحاول مسؤولو مكافحة الاحتكار تفكيك لايف نيشن بأية وسيلة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تعطيل عملياتها التي تسمح لها باحتكار المستخدمين والفنانين والأماكن وبالتالي تمكنها من تسعير فعاليتها بسعر باهظ.
من جانبها، تقول شركة لايف نيشن إن أسعار التذاكر لن تنخفض حتى لو نجحت الدعوى القضائية.
وقالت في بيان «قد يكون وصم تيكت ماستر بالاحتكار بمثابة فوز على المدى القصير لوزارة العدل في مجال العلاقات العامة، لكنها ستخسر في المحكمة لأنها تتجاهل الاقتصاديات الأساسية للترفيه الحي».
مستقبل مبهم
وفي مكالمة مع الصحفيين يوم الخميس، قال كبار المسؤولين في وزارة العدل إنهم يبقون خياراتهم مفتوحة بينما تمضي القضية قدماً.
وإذا فازوا بالدعوى وأقنعوا المحكمة بأن شركة لايف نيشن انتهكت القانون، فمن المحتمل أن تكون هناك إجراءات قضائية منفصلة لتحديد طرق التفكيك المناسبة.
ولكن بناءً على الانتقادات السابقة للشركة، فإن إحدى النتائج المحتملة على الأقل من الممكن أن تكون فصل تيكت ماستر.
واندمجت الشركتان في عام 2010، ما أدى إلى إنشاء شركة عملاقة متكاملة، ولم تعارض وزارة العدل الصفقة في ذلك الوقت، وبدلاً من ذلك توصلت إلى اتفاق مع لايف نيشن بما يفرض بعض الالتزامات على الشركة العملاقة الجديدة.
وتعكس الدعوى المرفوعة يوم الخميس، بطريقة ما، اعتراف وزارة العدل بأن الصفقة كانت سيئة منذ البداية وأن الشروط التي فرضتها على شركة لايف نيشن لم تنجح.
تحسين خدمة العملاء
وبلغت الانتقادات للايف نيشن وتيكت ماستر مداها بعد أحداث كارثية كثيرة كانت آخرها أعطال فنية في تيكت ماستر حالت دون تمكن ملايين المعجبين من شراء تذاكر حفلات للمغنية تيلور سويفت عام 2022 ضمن جولة إيراز الغنائية.
ورداً على هذا الإخفاق، كتبت سويفت على حسابها في إنستغرام أن ما حدث كان «مؤلماً بالنسبة لي» و«أثار حنقي».
وبالنسبة للعديد من منتقدي لايف نيشن، فإن حادثة تيلور سويفت أظهرت كيف يمكن لانعدام المنافسة أن يؤدي إلى أضرار بدءاً من سوء خدمة العملاء والتسعير المربك وصولاً إلى أسعار التذاكر الباهظة وفرض قيود على إعادة بيع التذاكر.
ويأمل رواد الحفلات الفنية أن تؤدي هذه القضية إلى خلق منافسة بين شركات الترفيه كي يحظوا بخدمة عملاء وتجربة أفضل.