تتصدر الإمارات وقطر والسعودية الاستثمارات الخليجية في روسيا، بفضل الشراكات العديدة بين هذه البلدان في مختلف القطاعات، وبخاصة في قطاعي النفط والغاز مستفيدة من التعاون المشترك بين هذه الدول في مجموعة أوبك بلس.
وعلى مدار العقدين الماضيين، أكد التاريخ التعاون المتبادل بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا، وخاصة منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير شباط 2022، إذ أدى الحظر الغربي على منتجات الطاقة الروسية إلى هجرة تجار النفط الروس والسلع الأساسية من لندن وجنيف إلى دبي والرياض، بحسب تقرير لمركز كارنيغي روسيا أوراسيا.
وفي يوليو تموز 2023، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيادة حجم التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي بنسبة ستة في المئة في عام 2022 لتصل إلى 11 مليار دولار، رغم الاضطرابات والضغوط التي واجهت سوق الصادرات الروسية.
كما انضمت الإمارات والسعودية إلى جانب أربع دول أخرى (مصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا) إلى مجموعة البريكس في يناير كانون الثاني 2024، التي تضم الصين وروسيا والهند، وجنوب إفريقيا والبرازيل، ما قد يعزز آفاق العلاقات الاستثمارية بين روسيا والدولتين الخليجيتين.
أبرز الاستثمارات الخليجية الروسية
تعد دولة الإمارات أكبر مستثمر خليجي في روسيا، إذ تسهم بأكثر من 80 في المئة من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية (وام)، ويتركز معظمها في قطاعات الغاز والنفط والعقارات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، فضلاً عن قطاع إنتاج الغذاء في روسيا.
في المقابل، تستحوذ الإمارات على 90 في المئة من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية، باعتبارها الوجهة الأولى عربياً للاستثمارات الروسية، وقال سيرغي غوركوف رئيس مجلس الأعمال الروسي الإماراتي، في يونيو حزيران 2024، إن آلاف الشركات الروسية تمارس نشاطاتها التجارية في الإمارات في قطاعات مختلفة منها تكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية والإنتاج الصناعي و النفط والغاز والبتروكيماويات، بحسب وكالة «تاس» الروسية.
كما تعتبر الإمارات الشريك التجاري الأكبر لروسيا بين دول الشرق الأوسط، إذ زاد حجم التجارة بين البلدين بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وقال غوركوف إن البلدين يعملان على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما والذي سيقترب بحلول نهاية عام 2024 الجاري من 10 مليارات دولار.
وتأتي قطر في المرتبة الثانية، إذ يبلغ حجم استثمارات الدولة في الاقتصاد الروسي والمشاريع الروسية نحو 13 مليار دولار، بحسب ما ذكره أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الرابع من يوليو تموز 2024، مضيفاً أن بلاده تعتزم زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة.
وتعد كل من روسيا وقطر من المنتجين الرئيسيين للغاز الطبيعي، إذ يمتلك جهاز قطر للاستثمار نسبة تتجاوز 19 في المئة من أسهم روسنفت، ويترأس وزير الطاقة والصناعة القطري السابق محمد بن صالح السادة مجلس إدارة عملاقة الطاقة الروسية منذ يوليو تموز 2023.
أما المملكة العربية السعودية فهي تحتل المرتبة الثالثة، وتسعى للتوسع في استثماراتها داخل روسيا ومضاعفة حجم المحفظة الحالية لتصل إلى نحو 10.7 مليار دولار بحلول 2025، بحسب ما أعلن عنه رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف في ديسمبر كانون الأول 2023.
وجذبت روسيا على مدار السنوات الماضية قرابة تريليون روبل (2.5 مليار دولار) من الاستثمارات السعودية بحسب دميترييف، من بينها الاستثمار في نحو 40 مشروعاً قائماً بالفعل، وبداية 12 مشروعاً جديداً منذ الصفر، وأبرزها استثمارات شركة المملكة القابضة في غازبروم، وروسنفت.