ننتظر عدداً من الأحداث الاقتصادية المهمة خلال الأسبوع الجاري وعلى رأسها شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم الأميركي، فضلاً عن بدء موسم تقارير أرباح الربع الثاني لعام 2024، فما التأثير المتوقع في الأسواق المالية؟
قال أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة VI Markets في مصر، «كان الأسبوع الماضي مليئاً بالأحداث والتوترات الجيوسياسية، بما في ذلك تداعيات المناظرة الرئاسية الأولى في الانتخابات الأميركية، ونتائج الانتخابات البريطانية، لكن لم نشهد تحركات قوية مع تأثير طفيف على الأسواق، بل وبدأت بعض الأسواق بالتعافي ومن بينها الذهب».
وتوقع معطي في تصريحاته لـ«CNN الاقتصادية» أن تستفيد الأسواق المالية خلال الأسبوع الجاري من توقعات اقتراب موعد خفض الفائدة الأميركية، ما قد يدفع المؤشرات الأميركية وخاصة ناسداك إلى مستويات قياسية جديدة.
ومع ذلك حذّر معطي من تداعيات نتائج الانتخابات الفرنسية على الأسواق واستمرار حالة الضبابية الحالية التي قد تدفع الأسهم الفرنسية للانخفاض.
الاحتياطي الفيدرالي والتضخم
اعترف مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الأخير بتباطؤ الاقتصاد الأميركي وتضاؤل الضغوط التضخمية، لكنهم ما زالوا ينصحون باتباع نهج الانتظار والترقب قبل الالتزام بتخفيضات أسعار الفائدة، وفقاً لمحضر اجتماع يونيو حزيران 2024.
ويقول معطي «كانت نبرة محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في رأيي تشير إلى موقف أقل تشدداً مما سبق، ورغم تأكيده استمرار التمسك بالسياسة التشددية حتى كمال الثقة في تراجع التضخم تجاه مستهدف البنك، فإن الأسواق رأت هذه التعليقات بمثابة إشارة إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر».
وزادت احتمالات خفض الفائدة يوم الاثنين، إذ توقع 69 في المئة من المتداولين على أداة فيدووتش اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في سبتمبر أيلول 2024، ارتفاعاً 59.8 في المئة قبل أسبوع.
ومع ذلك، يستبعد الخبير الاقتصادي أحمد معطي خطوة خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، مرجّحاً أن يختار الاحتياطي الفيدرالي التأني ومراقبة بيانات التضخم لفترة أطول من الوقت.
ومن المقرر صدور بيانات التضخم والتي تشمل مؤشر أسعار المستهلكين ونظيره أسعار المنتجين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعدما تباطأ مؤشر أسعار المستهلكين -المقياس الرئيسي للتضخم- إلى 3.3 في المئة في مايو أيار 2024.
كما ننتظر شهادة رئيس البنك جيروم باول ليومين متتاليين أمام مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأميركي، بهدف الحصول على أي دلائل جديدة وتصريحات تتعلق بمسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة.
وول ستريت وتقارير الأرباح
يشهد هذا الأسبوع بداية موسم أرباح الربع الثاني من عام 2024 لبعض أكبر المؤسسات المالية في الولايات المتحدة، بما في ذلك جيه بي مورغان، وويلز فارغو، وسيتي بنك، كما تصدر نتائج أعمال عدد من الشركات والتي تتضمن بيبسيكو، ودلتا إير لاينز، بالإضافة إلى تقارير أرباح مانشستر يونايتد.
وقال معطي «أعتقد أن معظم البنوك الأميركية ستسجّل أرباحاً إيجابية مستفيدة من مستويات الفائدة المرتفعة خلال الفترة الماضية»، كما توقع استمرار قوة أسهم شركات التكنولوجيا بقيادة إنفيديا.
وصعدت مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات يوم الجمعة، إذ ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 0.15 في المئة (+67 نقطة) عند 39375 نقطة، فيما زاد مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.55 في المئة (+30 نقطة) عند 5567 نقطة، وقفز مؤشر مؤشر ناسداك 100 بنحو 1.02 في المئة (+205 نقطة) عند 20391 نقطة، وهو مستوى قياسي جديد.
ويتوقع معطي استمرار هذه المكاسب خلال الأسبوع الجاري مدفوعة بالتفاؤل بشأن خفض الفائدة، فضلاً عن تراجع سوق العملات المشفرة الذي يدفع المستثمرين لتحويل استثماراتهم إلى أسواق الأسهم، والتوترات الخاصة بالانتخابات في أوروبا التي تزيد من جاذبية السوق الأميركية، ما قد يعزز المزيد من المكاسب لمؤشرات وول ستريت.
في غضون ذلك، لا تزال تُقيّم الأسواق تقرير الوظائف الشهري الذي أظهر ارتفاع معدل البطالة عند أعلى مستوى خلال عامين ونصف (4.1 في المئة)، مع ارتفاع الوظائف غير الزراعية بنحو 206 آلاف وظيفة في يونيو، وزيادة معدل الأجور خلال 12 شهراً بنسبة 3.9 في المئة وهي أبطأ وتيرة في 3 سنوات، بحسب تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل الأميركية.