قال تقرير لإرنست ويونغ الأحدث حول نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للربع الثاني من عام 2024، إن أسواق المنطقة شهدت تسجيل 14 اكتتاباً بإجمالي عائدات بلغ 2.64 مليار دولار ، بزيادة بلغت نسبتها 45.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

وتم خلال الربع الثاني من عام 2024، إدراج شركة مستشفى سليمان فقيه في السوق الرئيسية تداول، في اكتتاب جمع أعلى عائدات في هذا الربع، مع 764 مليون دولار ، أي ما يعادل 29% من إجمالي عائدات الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الثاني من هذا العام، وتبعها إدراج شركة ألف للتعليم في سوق أبوظبي للأوراق المالية في اكتتاب أسهم بنسبة 19.5% من إجمالي عائدات هذا الربع مع 515 مليون دولار .

وبهذه المناسبة، قال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إرنست ويونغ : «في حين لا تزال أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه بعض التحديات، فإن الربع الثاني من عام 2024 كان أقوى مع تسجيل 14 اكتتاباً عاماً جمعت 2.6 مليار دولار .

واستحوذت السعودية على 11 صفقة من هذه الاكتتابات، خمس منها كانت في السوق الرئيسية تداول، وكانت أكبر صفقة من نصيب شركة مستشفى سليمان فقيه، في اكتتاب جمع 764 مليون دولار ».

وقد أسهمت السيولة المتزايدة المدفوعة بارتفاع أسعار النفط والتعافي الاقتصادي والمعنويات الإيجابية في السوق، في محافظة نشاط الاكتتابات العامة في المنطقة على قوتها، مع وجود خطط اكتتاب قوية للنصف الثاني من عام 2024.

هذا واستطاعت ثمانية من أصل 14 اكتتاباً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الثاني من عام 2024 تحقيق عائدات إيجابية استناداً إلى سعر السهم في 30 يونيو 2024 مقارنة بسعره عند الاكتتاب، حيث حققت شركة مياهنا أعلى مكاسب سعرية بنسبة 90.4% خلال الفترة المذكورة.

وأظهرت البورصات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أداءً متبايناً، حيث أنهى مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة الربع الثاني من عام 2024 بمكاسب بلغت 4.2%، ما يجعله السوق الأفضل أداءً في دول مجلس التعاون الخليجي، تلاه مؤشر بورصة قطر العام بمكاسب بلغت نسبتها 1%.

السعودية تتصدر سوق الاكتتابات

وفي استمرار لما كان عليه الحال في الربع الأول من عام 2024، تصدرت السعودية مرة أخرى نشاط الاكتتابات العامة في المنطقة في الربع الثاني من عام 2024، من حيث عدد الإدراجات، مع 11 من أصل 14 اكتتاباً، وجمعت الاكتتابات في المملكة ما مجموعه 1.6 مليار دولار ، كان أعلاها من نصيب اكتتاب شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه، والذي جمع 764 مليون دولار .

يليها اكتتاب شركة السعودية لحلول القوى العاملة (سماسكو) بعائدات بلغت 240 مليون دولار ، وشركة رسن لتقنية المعلومات مع عائدات بلغت 224 مليون دولار .

وتم إدراج خمسة من أصل 11 اكتتاباً عاماً في السوق الرئيسية تداول، بما في ذلك أكبر ثلاثة اكتتابات في السعودية خلال الربع الثاني من عام 2024، بينما تم إدراج الستة المتبقية في سوق نمو بإجمالي عائدات بلغت 85.4 مليون دولار ، وجاءت عائدات الاكتتابات من قطاعات مختلفة، بما في ذلك الرعاية الصحية وخدمات المعدات والخدمات التجارية والمهنية والمواد والموارد المعدنية والخدمات المالية والتأمينية.

كما واصلت المملكة أيضاً قيادة نشاط صفقات الاكتتاب المزمع تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الفترة المقبلة من العام، مع إعلان 14 شركة سعودية نيتها لإدراج أسهمها بحلول نهاية العام.

الإمارات مساهم قوي في الاكتتابات

جمع اكتتاب شركة ألف للتعليم، التي تم إدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية، 515 مليون دولار في قطاع الخدمات الأكاديمية والتعليمية، كما جمع إدراج شركة سبينس 1961 هولدينغ في سوق دبي المالي 375 مليون دولار .

وبلغت نسبة إجمالي عائدات هذين الاكتتابين العامين في الإمارات 33.8% من إجمالي عائدات الاكتتابات في الربع الثاني من هذا العام.

وفي أول إدراج في الكويت منذ الربع الأخير من عام 2019، جمع إدراج مجموعة البيوت الاستثمارية القابضة 147 مليون دولار في بورصة الكويت.

ومن المقرر أن تشهد الفترة المتبقية من عام 2024 نشاطاً قوياً في سوق الاكتتابات العامة الأولية، مع وجود 16 شركة خاصة وسبعة صناديق في مختلف القطاعات تعتزم إدراج أسهمها في بورصات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ومن بين الشركات التي تنوي إدراج أسهمها، 14 شركة في السعودية، بما في ذلك شركة الرياض المالية المحدودة، وشركة يونايتد إنترناشيونال القابضة، والمطاحن العربية للمنتجات الغذائية، وغيرها، كما حصلت شركة واحدة في الإمارات على موافقة الإدراج، إلى جانب شركة جوباص في مصر.

من جانبه، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: «واصلت أسواق السعودية والإمارات الهيمنة على سوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الثاني من هذا العام.

ومع ذلك فقد استقبلت بورصة الكويت أول إدراج لها منذ عام 2019، ونحن نلاحظ تركيزاً مستمراً على التنويع الاقتصادي بعيداً عن قطاع النفط والغاز، مع استمرار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تسجيل اكتتابات من مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والسلع الاستهلاكية والخدمات المهنية.

ومع دخولنا مرحلة انخفاض أسعار الفائدة واستمرارنا في مشاهدة نتائج الانتخابات في دول رئيسية ومؤثرة حول العالم، سنراقب باهتمام تبعات ذلك على الأسواق الإقليمية ونشاط الاكتتابات العامة».

الاكتتابات العالمية

أما على الصعيد العالمي، فقد تراجع نشاط الاكتتابات العامة الأولية مقارنة بالربع الثاني من عام 2023؛ حيث انخفض عدد الاكتتابات العامة بنسبة 15% من 317 إلى 271 اكتتاباً.

وانخفضت العائدات بنسبة 31% من 40.4 مليار دولار إلى 27.8 مليار دولار ، ومع ذلك حققت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا عودة ملحوظة، حيث اقترب التضخم من المستويات «الطبيعية»، وانخفضت أسعار الفائدة، وارتفعت أسواق الأسهم لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وظلت التقلبات منخفضة.

وتزامنت هذه العودة مع استعادة المنطقة لأكبر حصة في سوق الاكتتابات العامة العالمية من حيث العدد بنسبة 45% ومن حيث القيمة بنسبة 46%، وذلك لأول مرة منذ 16 عاماً.