سلسلة من عمليات إدراج الأسهم هذا العام أنعشت السوق الأوروبية الهزيلة من حيث الطروحات العامة الأولية لكن لا تزال بعض الشركات الأصغر حجماً تجد صعوبة في الإدراج.
وفي حين حقق إدراج شركات مثل غالديرما السويسرية وبويغ الإسبانية وصندوق سي في سي من لوكسمبورغ في البورصة مؤخراً أرباحاً للمستثمرين وساعد في زيادة أربعة أضعاف في أحجام الاكتتابات العامة الأولية حتى الآن هذا العام إلا أن بعض الشركات تكافح حتى الآن.
وذكرت وكالة رويترز أن عدداً من الشركات قد ألغت خططها للإدراج بالبورصة على رأسها شركة دي في كي موبيليتي الألمانية للمدفوعات على الطرق.
وفي الشهر الماضي ألغت شركة التأمين البرتغالية فيديليداد، المدعومة من شركة فوسون إنترناشيونال الصينية، الاكتتاب العام الأولي لذراعها في المستشفى الخاص لوز سود، مشيرة إلى «عدم استقرار» السوق.
ومن جانبه أوضح أندرو بريسكو، رئيس نقابة أسواق رأس المال في بنك أوف أميركا لأوروبا و الشرق الأوسط وإفريقيا، أن سوق الاكتتابات العامة مفتوحة لبعض الأصول، لكننا لم نصل بعد إلى «نقطة يكون فيها سعر لكل شيء».
ولفت بريسكو إلى أنه سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيحدث بعد أرباح الربع الأول لأن أفق الاكتتابات العامة الأولية يميل للشركات المتوسطة بطبيعته كما يسمح بالوصول إلى سوق الأوراق المالية للشركات وداعميها بكل الأموال التي يمكن ضخها في الشركات أو للاستثمارات في أماكن أخرى.
أهمية السيولة
وحول أهمية السيولة أشار بريسكو إلى أن توفر السيولة في الأسهم إلى جانب القدرة على الشراء والبيع بسهولة لا تزال هي التحدي الرئيسي للاكتتابات العامة مبيناً أن سيولة الأسهم في بعض الحالات لا تعد توظيفاً لحجم الصفقة فحسب، بل تشير إلى كيفية التصرف بالأسهم بمجرد البدء بالتداول.
وأوضح أن الشركات الصغيرة عليها أن تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين والعمل بقطاعات تثير شهيتهم مثل الدفاع والبرمجيات، ما يؤدي إلى نجاح الاكتتابات العامة لمعظم تلك الشركات الصغيرة منها والمتوسطة.
ومن أبرز تلك الشركات التي نجحت في مضاعفة قيمة أسهمها هي شركة «رنك»، التي تُعد أحد الموردين الأساسيين لعلب التروس لدبابات ليوبارد الألمانية، منذ الاكتتاب العام الأولي في فبراير شباط الماضي، كما قفزت أسهم شركة بلانيزوير الفرنسية لبرمجيات الشركات بأكثر من 40 في المئة، وكانتا قد فشلتا في الإدراج العام الماضي لكنهما عادتا بصفقات مدعومة من مستثمرين أساسيين.