انخفض عدد التأشيرات البريطانية الممنوحة للعاملين الأجانب في مجال الرعاية الصحية وأفراد أسر الطلاب الدوليين، بشكل حاد بعد أن فرضت الحكومة المحافظة السابقة قيوداً للحد من صافي الهجرة.
ولطالما هيمنت المستويات المرتفعة من الهجرة الشرعية على الخطاب السياسي في بريطانيا وكانت أحد المحركات الرئيسية لاستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
وسعى رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك العام الماضي إلى تقليل عدد موظفي الرعاية والطلاب الأجانب القادمين إلى بريطانيا، بما في ذلك منع بعض طلاب الدراسات العليا من إحضار أفراد الأسرة.
ومنحت بريطانيا أكثر من 89 ألف تأشيرة للعاملين في مجال الرعاية الصحية في العام المنتهي في يونيو، بانخفاض 26 في المئة مقارنةً بالعام السابق، وفي الربع (بين أبريل ويونيو)، انخفض عدد التأشيرات الممنوحة لهؤلاء العمال بنسبة 81 في المئة، مقارنةً بالربع نفسه من عام 2023.
وكجزء من الجهود الرامية إلى خفض صافي الهجرة، شددت الحكومة السابقة قواعد منح التأشيرات، وفرضت عتبات رواتب أعلى وقيوداً على العاملين في مجال الرعاية الذين يسعون إلى جلب أفراد أسرهم.
وقال مارلي موريس، المدير المساعد للهجرة والتجارة والمجتمعات في معهد أبحاث السياسات العامة، إن القيود قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات في قطاع يكافح لملء الوظائف الشاغرة، «لا يزال قطاع الرعاية الاجتماعية يكافح مع التوظيف وستحتاج الحكومة إلى مراقبة الوضع عن كثب لتجنب أزمة توظيف أخرى».
وبلغ إجمالي عدد التأشيرات الصادرة للطلاب الأجانب للدراسة في الجامعات البريطانية 432 ألف تأشيرة في العام المنتهي في يونيو، بانخفاض 13 في المئة مقارنة بالعام السابق، في حين انخفضت التأشيرات الممنوحة لأفراد أسر الطلاب الأجانب في الأشهر الستة الأولى من هذا العام بنسبة 81 في المئة إلى 11.6 ألف مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتفتخر بريطانيا ببعض الجامعات الأكثر شهرة والأكثر طلباً في العالم، من أكسفورد وكامبريدج إلى إمبريال كوليدج لندن، ويزعم قادة الأعمال أنهم يعززون الابتكار ويزيدون من الإبداع ويوفرون شكلاً من أشكال القوة الناعمة، لكن بعض الوزراء البريطانيين في الحكومة الأخيرة اشتكوا من أن بعض الطلاب وأفراد أسرهم يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرات ثم يطلبون اللجوء أو يتجاوزون مدة إقامتهم.
وتظهر استطلاعات الرأي أن (السيطرة على الهجرة) أصبح المطلب الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين البريطانيين لأول مرة منذ ثماني سنوات، بعد أعمال الشغب اليمينية المتطرفة التي استهدفت المسلمين والمهاجرين والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر.
(رويترز)