قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، يوم الخميس، إنه يتوقع أن يتراجع الاقتصاد اللبناني بشكل أكبر في عام 2024 بسبب الاضطرابات الجيوسياسية.
وتوقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن ينكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة واحد في المئة في عام 2024، وهو ما يخفض بشدة تقديراته التي قدمها في مايو أيار بأن الاقتصاد المتعثر سينمو بشكل طفيف.
لقد أثرت حرب إسرائيل في غزة بالفعل على النمو الاقتصادي للدول المجاورة، ويزداد القتال الآن في لبنان.
وقالت بياتا جافورسيك، كبيرة الاقتصاديين في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لوكالة فرانس برس «أي تصعيد سيؤثر بالتأكيد على النمو».
وقال البنك في تقرير إن البلاد، التي تواجه بالفعل ظروفاً اقتصادية صعبة وتضخماً مرتفعاً، خسرت أكثر من 40 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي منذ عام 2018.
وأضاف أن «الجمود السياسي والتقدم الراكد في الإصلاحات الحاسمة استمر في إعاقة التعافي».
وفي الوقت ذاته، وفي خضم الحرب الروسية الأوكرانية، نما الاقتصاد الروسي بنسبة 4.7 في المئة في النصف الأول من عام 2024، إذ عوض سعر صادرات النفط في البلاد عن تأثير العقوبات الغربية.
وقال البنك إن «سعر صادرات النفط الروسية من المقدر أن يكون قد ارتفع بأكثر من 10 في المئة على أساس سنوي، وكانت التجارة مع الاقتصادات غير الخاضعة للعقوبات قوية»، مشيراً إلى الصين كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد.
ويتوقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن يبلغ النمو في عام 2024 بالكامل 3.6 في المئة، وهو ما يزيد على تقديراته التي قدمها في مايو أيار بنسبة 1.1 في المئة.
ومع ذلك، قال جافورشيك لوكالة فرانس برس إن «العام المقبل سيكون هناك تباطؤ كبير» في نمو البلاد، إذ توجد علامات على أن الاقتصاد الروسي «يسخن».
تأسس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في عام 1991 لمساعدة دول الاتحاد السوفيتي السابق على تبني اقتصادات السوق الحرة، لكنه وسع نطاقه منذ ذلك الحين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المتوقع أن تنمو اقتصادات البلدان التي يعمل فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنسبة 2.8 في المئة هذا العام، وهو ما يقل قليلاً عن تقديرات البنك السابقة.
ويعزو البنك هذا إلى «توقعات أضعف لأوروبا المتقدمة، وركود إنتاج التعدين في كازاخستان وأوزبكستان، والصراع المستمر في غزة ولبنان والجفاف الشديد في المغرب وتونس».