في ظل التأهب المستمر لحرب شاملة محتملة مع إسرائيل على كل الأصعدة، ومع استمرار التصعيد على جبهة لبنان الجنوبية، تشهد المناطق المصنفة بالآمنة في لبنان ارتفاع في الأسعار بما يقارب ضعفين أو ثلاثة أضعاف، بحسب وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام.
وفي مقابلة مع CNN الاقتصادية، أكّد سلام أن نسب الإيجارات في بعض المناطق التي تعتبر آمنة في لبنان -والتي لا تعتبر هدفاً إسرائيلياً- ضعفان أو ثلاثة أضعاف نتيجة تفاقم الوضع الأمني، وهذا من المعيب أن يحصل بين أبناء الشعب الواحد.
ارتفاع أسعار الإيجارات في لبنان
وأثنى وليد موسى، نقيب الوسطاء الاستشاريين العقاريين على بعض المناطق التي تعتبر آمنة وليست هدفاً إسرائيلياً، وأكّد أن العاصمة بيروت حُذفت من قائمة المناطق الآمنة وأن المستأجرين يتوجهون إلى بعض المناطق الشمالية، مثل كسروان، البترون، جبيل، الشوف، جبل لبنان وغيرها.
واعتبر موسى أن غياب الدولة كلياً عن مشهد ضبط الإيجارات وغياب المحاسبة، كما أن غياب مسوغ قانوني يحمي المستأجرين، سمحا لأصحاب العقارات في هذه المناطق أن يرفعوا الأسعار.
الأمن مقابل المال
تضاف أزمة غلاء السكن وضرورة شراء الأمن مقابل المال في لبنان إلى أزمة اقتصادية حادة ومزمنة، فمنذ أكتوبر تشرين الأول 2019، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، وهي أسوأ أزمة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
وكان البنك الدولي قد صنف أزمة لبنان الاقتصادية في عام 2022 واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
ومع تحمل اللبنانيين أعباء كثيرة، أضيفت إليها مؤخراً مرحلة جديدة من أزمة الوقود -وهي أزمة يعاني منها لبنان منذ عقود والتي كلفت الدولة أكثر من نصف الدين العام (أكثر من 43 مليار دولار أميركي)- يتجهز القطاع الطبي لإمكانية نشوب حرب شاملة مع إسرائيل.
وفي هذا الإطار، يقول فراس أبيض، وزير الصحة اللبناني لـ CNN الاقتصادية إن موقف الحكومة اللبنانية إزاء الحرب في غزة وجنوب لبنان واضح منذ اليوم الأول وهو ضد الحرب، وطالب منذ الأيام الأولى بوقف إطلاق النار.
وقال أبيض، «القطاع الصحي في حالة حرب منذ أكتوبر 2023 ولكن إثر تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ووضع الحكومة اللبنانية في حالة تأهب في الأسابيع الماضية، كان لازماً علينا رفع مستوى الجهوزية والتحضير في القطاع الصحي ككل، ونتمنى أن تكون كل جهودنا وقائية فقط».
وأكد أبيض أنه في حال وقع حصار إسرائيلي على لبنان، سيكفي مخزون الأدوية المزمنة لمدة 3- 4 أشهر، وفي إطار رفع مستوى التأهب مع تصاعد التوترات والتخوف من توسع نطاق الحرب، وزعت وزارة الصحة العامة 130 طناً من المستلزمات الطبية لأكثر من 60 مستشفى حكومياً وخاصاً لتعزيز الخطوط الخلفية والأمامية.
وبحسب هشام فواز، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في لبنان، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، قامت الوزارة منذ بداية الحرب بزيارات ميدانية إلى جميع المستشفيات لتقييم جهوزيتها.
وأضاف فواز أن تدريبات عديدة قامت بها الوزارة منذ عشرة أشهر ولتاريخه تضمنت، التدريب على الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ.
التدريب على إدارة الإصابات الجماعي الذي شمل التدريب 118 مستشفى، كما ركزت وزارة الصحة على الصحة النفسية، وشمل التدريب 108 مستشفيات و160 طبيباً و1725 مريضاً ومريضة، وختم فواز حديثه قائلاً إن الوزارة قامت بمناورات حية في 112 مستشفى على كيفية استقبال وفرز الجرحى خلال الحرب.