من المتوقع أن يبدأ إضراب عشرات الآلاف من عمال الموانئ في الساحل الشرقي وساحل الخليج الأمريكي اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل، مما قد يؤدي إلى تعطيل كبير في سلاسل التوريد. رغم أن التأثير لن يكون فوريًا على جميع المنتجات، إلا أن الشركات والمستهلكين يستعدون لتداعيات هذا الإضراب على بعض السلع الرئيسية.
وقد تشهد أميركا بعض النقص في الشوكولاتة والكحول والفواكه الشعبية، بما في ذلك الموز والكرز، وحتى بعض السيارات، إذا استمر إضراب عمال الموانئ في الموانئ الشرقية وساحل الخليج لفترة طويلة.
كانت الشركات تراقب بقلق اقتراب الموعد النهائي للإضراب في الساعة 12:01 صباحاً يوم الثلاثاء مع وجود القليل من علامات التقدم نحو التوصل إلى اتفاق لتجنب إضراب عشرات الآلاف من عمال الموانئ، والذي قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار السلع المتاحة.
التسوق في الأعياد في حالة جيدة
قد لا يتأثر التسوق في الأعياد كثيراً، إذ عادةً ما يتم شحن 70 في المئة من السلع التي يخزنها تجار التجزئة للأعياد بالفعل عبر الموانئ بحلول هذا الوقت من العام، وبسبب تهديد الإضراب، فإن هذه النسبة أكبر بكثير هذه المرة.
قال جوناثان غولد، نائب رئيس سلسلة التوريد والسياسة الجمركية للاتحاد الوطني لتجارة التجزئة، لشبكة CNN «عادةً ما يمتد موسم الذروة للشحن من يوليو تموز حتى أوائل نوفمبر تشرين الثاني، لقد قاموا بالتأكيد بتقديم توقيتهم هذا العام، ليبدأ في أواخر مايو أيار أو أوائل يونيو حزيران».
قال غولد إنه لا يستطيع القول إن جميع السلع التي يخطط تجار التجزئة لتقديمها للمتسوقين في الأعياد قد وصلت بالفعل، وقال «هناك قيود يمكن فرضها في أي وقت»، والاتحاد وأعضاؤه قلقون بشأن المدة التي سيستغرقها التعافي حتى من إضراب قصير.
وقال «يستغرق الإغلاق لمدة يوم واحد من ثلاثة إلى خمسة أيام للتعافي منه، وكلما طال أمده، كلما ساء الأمر».
نعم.. ليس لدينا موز
لكن معظم سلع العطلات هذه يمكن أن تبقى في المستودعات، أو حتى في حاويات الشحن، لشهور عدة، وهذا ليس هو الحال مع السلع القابلة للتلف التي تتدفق عبر الموانئ، مثل الفواكه والخضراوات، وربما يكون أفضل مثال على ذلك هو الفاكهة الأكثر شعبية لدى الأميركيين، الموز.
يتم استيراد جميع الموز الذي يتم تناوله في الولايات المتحدة تقريباً، ويتدفق 1.2 مليون طن متري من الموز عبر الموانئ التي تمثلها رابطة عمال الموانئ الدولية، حيث أعلن ميناء ويلمنجتون في ديلاوير نفسه أكبر ميناء للموز في أميركا، تمثل واردات الموز عبر هذه الموانئ 25 في المئة من استهلاك الموز في الولايات المتحدة، وفقاً لأرقام من مكتب المزارع الأميركي.
ولكن هناك الكثير من الواردات الأخرى كذلك، بما في ذلك 90 في المئة من الكرز المستورد، والتي تمر عبر هذه الموانئ، وكميات كبيرة من التوت والفواكه الأخرى، في حين أن هناك مصادر محلية لتلك المنتجات، مثل الكرز من ولاية ميشيغان وولايات الساحل الغربي، فإن الطلب على المنتج أكبر مما يستطيع المزارعون الأميركيون توفيره.
وقال داني مونش، الخبير الاقتصادي في مكتب المزارع الأميركي، إن المواد الغذائية المتخصصة، مثل الشوكولاتة المستوردة واللحوم من أوروبا معرضة أيضاً لخطر النقص السريع في المعروض.
وقال إن المستهلكين الذين يحبون «الأشياء ذات المصدر الأجنبي سوف يتأثرون، سيكون شراء هذه العناصر أكثر تكلفة على أقل تقدير».
كما تأتي المواد الخام التي يستخدمها منتجو الأغذية الأميركيون مثل الكاكاو والسكر عبر الموانئ معرضة لخطر الإضراب.
وقال مونش إن مكونات الشوكولاتة لعيد الهالوين وصلت بالفعل، وقد لا تؤثر على الإنتاج لعيد الميلاد، لكن الإنتاج في أوائل العام المقبل قد يتأثر، اعتماداً على طول الإضراب، لذلك قد يكون من الصعب العثور على الحلوى لعيد الحب.
نقص المعروض من المشروبات الكحولية
كذلك يوجد لدى الأميركيين الكثير من المصادر المحلية إذا أرادوا تناول مشروب، لكن الكثيرين يفضلون الواردات من أوروبا أو أميركا الجنوبية أو منطقة البحر الكاريبي، مثل البيرة الألمانية، والنبيذ الفرنسي، والويسكي الاسكتلندي والأيرلندي، أو الروم والتكيلا.
هناك طلب كافٍ على هذه المنتجات بحيث أصبحت المشروبات الروحية من بين المنتجات الرئيسية التي يتم التعامل معها في ميناء نيويورك ونيوجيرسي، وهو أكبر ميناء قد يغلق بسبب هذا الإضراب وثالث أكبر ميناء في البلاد.
وقال كريس سوونجر، الرئيس التنفيذي لمجلس المشروبات الروحية المقطرة، لشبكة CNN «يأتي هذا الإضراب المحتمل في أسوأ وقت، نحن نتجه نحو موسم البيع الكبير في العام للمشروبات الروحية، والذي يؤدي إلى العطلات. حتى الإضراب ليوم واحد يمكن أن يكون له عواقب وخيمة».
بالإضافة إلى ذلك، يتم استيراد 18 في المئة من البيرة المستهلكة في الولايات المتحدة، وكذلك 25 في المئة إلى 33 في المئة من النبيذ، وكذلك 90 في المئة من الروم، ويأتي العديد من هذه الواردات عبر الموانئ الشرقية وساحل الخليج.
واردات السيارات في مأزق
الخبر السار هو أن إمدادات المركبات الجديدة في الولايات المتحدة عادت إلى مستويات ما قبل الجائحة تقريباً، وفقاً لشركة كوكس أوتوموتف، حيث زادت بشكل كبير من أدنى مستوياتها التاريخية التي شوهدت في عام 2022، إذ تمتلك معظم العلامات التجارية الأوروبية مخزونات أعلى من متوسط الصناعة.
قال إيرين كيتنغ، المحلل التنفيذي في شركة Cox «في الأمد القريب، لن يشعر المستهلكون والتجار بتأثير يذكر من إضراب الرابطة الدولية لعمال الموانئ».
ولكن حتى المخزون الصحي لا يساوي سوى شهرين إلى ثلاثة أشهر من المركبات.
قالت شركات صناعة السيارات الأوروبية إنها لا تستطيع أن تقول إلى أي مدى ستتأثر في الوقت الحالي.
وقال مارك جيليس المتحدث باسم فولكس فاغن لشبكة CNN «من الصعب جداً علينا توقع التأثير، في النهاية حتى لو استمر الإضراب ليوم أو يومين، فإنه سيؤثر سلباً على الأمور».
(كريس إيزيدور وفانيسا يوركيفيتش – CNN)