سجلت فيتنام أقوى نمو اقتصادي لها في عامين في الربع المنتهي في سبتمبر أيلول 2024، إذ عوضت الصادرات القوية والإنتاج الصناعي وزيادة الاستثمار الأجنبي آثار إعصار ياغي الشهر الماضي، وهو أقوى إعصار في آسيا هذا العام حتى الآن.
وقال مكتب الإحصاءات العامة الحكومي في تقرير إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد نما بنسبة 7.4 في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، متجاوزاً معدل نمو بلغ 7.09 في المئة خلال الربع الثاني.
كما أظهرت بيانات شهر سبتمبر الصادرة يوم الأحد، أن صادرات فيتنام ارتفعت بنسبة 10.7 في المئة عن العام السابق بينما ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 10.8 في المئة.
وكشفت البيانات أيضاً أنه في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ارتفعت قيمة الصادرات بنسبة 15.4 في المئة عن العام السابق إلى 299.63 مليار دولار، بينما ارتفعت قيمة الواردات بنسبة 17.3 في المئة إلى 278.84 مليار دولار، محققة فائضاً تجارياً قدره 20.79 مليار دولار.
في غضون ذلك، ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي داخل فيتنام في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بنسبة 8.9 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق لتصل إلى 17.3 مليار دولار.
وقال مكتب الإحصاءات تعليقاً على سبب إيجابية البيانات «إن الاقتصاد العالمي يستقر مع تحسن التجارة العالمية في السلع، وتراجع الضغوط التضخمية، واستمرار تخفيف الأوضاع المالية وزيادة المعروض من العمالة».
تداعيات إعصار ياغي
تأتي هذه البيانات الإيجابية بعد معاناة استمرت منذ شهر في شمال فيتنام من آثار إعصار ياغي الذي أودى بحياة أكثر من 300 شخص وعطّل إمدادات الطاقة وأوقف الإنتاج الصناعي، وقدرت السلطات الأضرار التي لحقت بالممتلكات بنحو 3.3 مليار دولار.
وبسبب هذه الآثار، انخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في فيتنام إلى 47.3 نقطة في سبتمبر أيلول، من 52.4 نقطة في أغسطس، وهو أكبر انخفاض في مؤشر صحة القطاع منذ نوفمبر من العام الماضي.
وقفزت أيضاً أسعار المستهلكين -مقياس التضخم الرئيسي في البلاد- في سبتمبر بنسبة 2.63 في المئة، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، كما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 7.6 في المئة، وفقاً لتقرير مكتب الإحصاءات.
وقال مدير ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس، أندرو هاركر «لقد أنهى الإعصار فترة من النمو القوي في القطاع التصنيعي، إذ تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في إغلاق الأعمال بشكل مؤقت وتأخير سلاسل التوريد وخطوط الإنتاج».
توقعات النمو لعام 2024
تعد فيتنام مركزاً إقليمياً للتصنيع للشركات متعددة الجنسيات بما في ذلك سامسونغ للإلكترونيات وموردي أبل فوكسكون ولوكسشير، وقد اجتذبت تدفقاً ثابتاً للاستثمارات الأجنبية.
وتستهدف فيتنام تحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 6 في المئة إلى 6.5 في المئة هذا العام، مع إبقاء التضخم أقل من 4.5 في المئة.
وتوقع صندوق النقد الدولي أواخر الشهر الماضي نمو الناتج المحلي الإجمالي لفيتنام بنسبة 6.1 في المئة هذا العام، في حين توقع بنك التنمية الآسيوي نموه بواقع ستة في المئة فقط.
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير إن النمو هذا العام «يدعمه استمرار الطلب الخارجي القوي والاستثمار الأجنبي المباشر المرن والسياسات التيسيرية».
ومع ذلك، حذر كل من صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي من أن التوترات الجيوسياسية والشكوك يمكن أن تضر بالطلب الخارجي، وهو المحرك الرئيسي للنمو في فيتنام.
(رويترز)