خسرت فيتنام نحو 494 ألف فدان من حقول الأرز جراء إعصار ياغي، أقوى عاصفة تشهدها قارة آسيا هذا العام، ما قد يكلفها ملايين الدولارات نتيجة خسارة هذه الأفدنة من الأرز.
وتعد فيتنام ثالث أكبر مُصدّر للأرز في العالم، كما تعد خامس أكبر دولة منتجة للأرز في العالم.
وتتوقع فيتنام أن تبلغ صادراتها رقماً قياسياً في 2023 بنحو 5 مليارات دولار وبكميات تصل إلى 8 ملايين طن مع ارتفاع الطلب على الأرز الفيتنامي من دول مثل الفلبين وإندونيسيا وغيرها.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة والتنمية الريفية في فيتنام فإن صادرات البلاد من الأرز بلغت خلال أول 8 أشهر نحو 3.85 مليار دولار بزيادة قدرها 21.7 في المئة، وبكميات تصل إلى 6.16 مليون طن من الأرز.
وتذهب صادرات الأرز من فيتنام إلى الفلبين وإندونيسيا في الأساس، ويتوسع مصدرو الأرز الفيتنامي في أسواق جديدة، بما في ذلك الشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا الجنوبية واليابان وكوريا الجنوبية.
وسجّلت أسعار التصدير ارتفاعاً بنحو 14.8 في المئة خلال أول 8 أشهر من 2024، وقبل أيام قليلة من الفيضانات أعلنت جمعية الغذاء في فيتنام أن أسعار الأرز المُصدّرة للخارج عادت للارتفاع مرة أخرى، مسجلة أعلى سعر مقارنة بالبلدان الأخرى المصدرة للأرز.
وأظهرت تقديرات أولية من وزارة الاستثمار في فيتنام، أن الإعصار ياغي، كلف البلاد نحو 1.6 مليار دولار، مع ارتفاع التوقعات بتباطؤ الاقتصاد.
ورغم خسارة نحو 494 ألف فدان من حقول الأرز في فيتنام فإن أسعار الأرز الفيتنامي لم تتغير رغم اشتداد الأحداث وفقاً لبيانات رسمية، ما يعني تأثيراً ضئيلاً على الصادرات وسوق الأرز العالمي حتى الآن.
وقال تجار لوسائل إعلام رسمية فيتنامية إن الفيضانات قد يكون لها تأثير على إنتاج الأرز، لكن الأرز المخصص للتصدير يُزرع في الغالب في دلتا ميكونغ في الجنوب بعيداً عن مكان الفيضانات في شمال البلاد.
تأثير التغيّر المناخي في زراعة الأرز في فيتنام
تعد زراعة الأرز في فيتنام واحدة من أبرز مقومات اقتصاد البلاد وتحتل المساحة المزروعة بالأرز نحو 94 في المئة من إجمالي المساحات الزراعية الصالحة للزراعة، إلّا أن مع اشتداد ظواهر التغيّر المناخي، أصبحت هذه الزراعة تعاني ارتفاع ملوحة الأرض وكذلك الفيضانات.
وحذّرت دراسة حديثة من ارتفاع منسوب المياه المالحة في فيتنام وبلوغها الأراضي المزروعة، الأمر الذي قد يسبب خسارة في المحاصيل بنحو 3 مليارات دولار سنوياً، بما في ذلك الأرز والفاكهة.
وكشفت الدراسة التي أجراها معهد متخصص بالموارد المائية تابع لوزارة البيئة الفيتنامية، أن الأضرار المتوقعة تتركز في منطقة دلتا نهر ميكونغ الملقبة بـ«وعاء أرز فيتنام».
تقول الدراسة إنه مع السيناريو الحالي ستتأثر 29 في المئة من الأشجار المثمرة ونحو 14 في المئة من محاصيل الأرز.
بينما ترى دراسة أخرى للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية إن فيتنام التي تتمتع بأعلى نسبة تعرض للفيضانات في العالم، تشكّل الخسارة المحتملة للإنتاج الزراعي بسبب ارتفاع مخاطر الفيضانات تهديداً كبيراً للتقدم الذي تحرزه البلاد في الحد من الفقر والتنمية الاقتصادية.
وأدّت ثلاثة فيضانات شديدة في أعوام 2004 و2007 و2009 إلى إغراق أكثر من 40 في المئة من إنتاج الأرز الرطب في إقليم كوانج نام، وكلفتها مجتمعة 11 مليون دولار من العائدات المفقودة.
وفي محاولة من الحكومة الفيتنامية لتدارك هذه المخاطر المتعلقة بها بالتغيّر المناخي فإنها وضعت خطة للتكيُّف المناخي بداية من 2020 إلى 2030، تهدف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتحديث البنية التحتية للسيطرة على الفيضانات وتعبئة الموارد المالية لتغطية تكاليف كل ذلك.
وكشفت الحكومة الفيتنامية قبل يومين عن نجاحها في إنتاج مليون هكتار من الأرز عالي الجودة ومنخفض الانبعاثات عبر التعاون مع المعهد الدولي لأبحاث الأرز، ما قد يدعم خطتها في استمرار صادراتها من الأرز رغم الظواهر المناخية المستمرة.