«25.6 مليون شخص يواجهون الجوع في السودان، والملايين أمام خطر المجاعة»، هذا ما صرحت به منظمة الأمم المتحدة بعد مرور نحو 17 شهراً من بدء الحرب، داعية لمساعدات عاجلة لوقف أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
وذكرت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها صدر أكتوبر تشرين الأول الجاري أن سلسلة من المسوحات التغذوية الأخيرة التي أجرتها مجموعة التغذية في جميع الولايات الثماني عشرة بالسودان، أشارت إلى تدهور مثير للقلق في الوضع التغذوي.
ويعد السودان الآن من بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد العالمي، بنسبة تقدر بـ 13.6 في المئة، وفقاً للمنظمة.
كما سجلت المسوحات معدلات سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30 في المئة وما فوق -وهي عتبة المجاعة- في محليات اللعيت والطويشة وأم كدادة في شمال دارفور، أي أعلى من عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
أهوال الحرب وأزمة نزوح
تسبب الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل نيسان 2023 في نقص واسع النطاق لإمدادات الغذاء والمياه وخدمات الرعاية الصحية ليترك أكثر من نصف السكان في حاجة لمساعدات إنسانية، ويشرد 8.1 مليون نازح داخل السودان، فضلاً عن 2.9 مليون خارج البلاد.
وقالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إنّ عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص على الأقل نتيجة للصراع، لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير، فيما قال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.
وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود، مع استمرار الحرب وتأخر قرار وقف إطلاق النار.
كما توقعت الأمم المتحدة تدهور الوضع التغذوي أكثر في عام 2025 بسبب الصراع المستمر وانعدام الأمن الغذائي وتدهور خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة والنزوح والقيود على الوصول وتفشي الأمراض.
السودان يصرخ طلباً للمساعدة
قدرت منظمة الأمم المتحدة أن السودان بحاجة إلى تمويل عاجل للمساعدات الإنسانية بنحو 2.7 مليار دولار على مدار عام 2024 لتجنب خطر المجاعة، لكنها لم تحصل حتى الآن سوى على 51 في المئة فقط من حجم التمويل المطلوب، أي ما يعادل 1.4 مليار دولار.
وبعدما أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور، تواجه أكثر من 14 منطقة بالبلاد خطر المجاعة، بينما يعاني نحو 14 مليون شخص من الجوع الحاد، بحسب الأمم المتحدة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من تفاقم الأزمة في السودان في الأشهر المقبلة مع استمرار القيود على توزيع المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد نقصاً بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة من المرافق الصحية، ومخاطر انتشار الأوبئة والأمراض.
ورغم أن السلطات السودانية سمحت مؤخراً بإعادة فتح معبر أدري على الحدود مع تشاد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة، فإن هذه المساعدات لا تزال غير كافية، وفقاً لتصريحات الأمم المتحدة.