بعد إعلان «واشنطن بوست» عدم تأييدها أي مرشح في الانتخابات الرئاسية الحالية أو المستقبلية، انتشرت حالة من الاضطراب بين موظفي الصحيفة، بينما التزم مالك الصحيفة، جيف بيزوس، بالصمت، وأشار عدد من صحفيي الجريدة إلى أنه ربما كان وراء قرار إلغاء التأييد المخطط لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
تأثير بيزوس واتهامات الصحفيين
أكد مصدر مطلع أن قرار دعم هاريس كان قد تم تجهيزه قبل أن يُلغى بشكل مفاجئ، ما أثار تساؤلات حول تأثير مصالح بيزوس التجارية، خاصة في ضوء تهديدات ترامب المتكررة تجاهه.
وعبّر عدد من الصحفيين الحاليين في الصحيفة عن استيائهم من توقيت الإعلان، حيث وصف رئيس تحرير «واشنطن بوست» السابق، مارتي بارون، القرار بأنه «عمل جبان».
القلق بين الموظفين واستقالات بارزة
مع احتدام الجدل، أثار الخطوة غضب بعض الموظفين البارزين في الصحيفة، حيث عبّروا عن قلقهم من تداعيات القرار على الصحافة الحرة والديمقراطية.
استقال كاتب العمود روبرت كاغان، الذي أمضى 25 عاماً في «واشنطن بوست»، معرباً عن استيائه من القرار، ووصف كاغان القرار بأنه جهد من جانب بيزوس لكسب ود ترامب، مشيراً إلى أن العلاقات المعقدة بين بيزوس والحكومة الفيدرالية تلقي بظلالها على هذه التحركات.
تساؤلات حول استقلالية الصحافة
عبّر بوب ودورد وكارل بيرنستين، الصحفيان الأسطوريان المعروفان بتغطيتهما لفضيحة ووترغيت، عن خيبة أملهم من القرار، مشيرين إلى أن توقيت الإعلان يتجاهل التهديدات الملموسة التي يمثلها ترامب على الديمقراطية.
وفي خطوة تعكس الاستياء المتزايد بين الموظفين، أصدرت مجموعة من 17 كاتب رأي في الصحيفة بياناً انتقدوا فيه قرار عدم التأييد، معتبرين أنه يمثل تخلياً عن المبادئ التحريرية الأساسية.
فرح معسكر ترامب بقرار الصحيفة
على صعيد آخر، كان معسكر ترامب يعبّر عن سروره حيال هذه الخطوة، فقد أعاد مستشارو ترامب نشر المنشورات التي تشير إلى أن ترامب التقى مسؤولي شركة «بلو أوريجن» في اليوم نفسه الذي أُعلن فيه عن قرار «واشنطن بوست».
واحتفى ستيفن ميلر، كبير مستشاري ترامب، بعدم تأييد الصحيفة، ما يدل على استغلال الحملة السياسية لهذا القرار كوسيلة للتقليل من مكانة هاريس.
تحديات الإعلام الأميركي في ظل الضغوط السياسية
هذا الموقف يعكس تحولاً كبيراً في كيفية تفاعل وسائل الإعلام الكبرى مع الأحداث السياسية في الولايات المتحدة، ويطرح تساؤلات حول استقلالية الصحافة وشفافيتها في ظل تأثيرات المال والسياسة، بينما يستمر الجدل، يبقى مشهد الانتخابات الرئاسية معقداً، حيث تتداخل فيه الأبعاد السياسية بالاقتصادية، ما يؤثّر في مستقبل «واشنطن بوست» ودورها مصدراً رئيسياً للأخبار.
بالتأكيد، هذه الأحداث تعكس التحديات التي تواجه الصحافة في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية، ما يجعل من الضروري التفكير في كيفية الحفاظ على استقلالية الإعلام كأداة حيوية للديمقراطية.