تدرس الصين السماح بخفض قيمة اليوان في عام 2025، استعداداً لرسوم جمركية تجارية أعلى سيفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

تعكس تلك الخطوة، التي تختلف عن سياسة بكين المعتادة في استقرار سعر الصرف، اعتراف الصين بأنها بحاجة إلى حافز اقتصادي أكبر لمكافحة تهديدات ترامب بإجراءات تجارية عقابية.

ووفقاً لرويترز، نظر بنك الشعب الصيني في إمكانية انخفاض اليوان إلى 7.5 يوان مقابل الدولار لمواجهة أي صدمات تجارية، وهذا يعني انخفاضاً بنحو 3.5 بالمئة عن المستويات الحالية عند نحو 7.25 يوان للدولار.

السماح لليوان بالانخفاض، قد يجعل الصادرات الصينية أرخص، ما يخفف من تأثير التعريفات الجمركية.

يخطط ترامب لفرض تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10 بالمئة على الواردات، وتعريفة بنسبة 60 بالمئة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

خلال فترة ولاية ترامب الأولى رئيساً، ضعف اليوان بأكثر من 12 بالمئة مقابل الدولار خلال سلسلة من إعلانات التعريفات الجمركية المتبادلة بين مارس 2018 ومايو 2020.

قالت المصادر لرويترز إنه في حين من غير المرجح أن يقول البنك المركزي إنه لن يدعم العملة بعد الآن، فإنه سيؤكد السماح للأسواق بمزيد من القوة في تحديد قيمة اليوان.

وفي اجتماع عقده هذا الأسبوع المكتب السياسي، وهو هيئة صنع القرار لمسؤولي الحزب الشيوعي، تعهدت الصين بتبني سياسة نقدية «ميسرة بشكل مناسب» العام المقبل، وهو ما يمثل أول تخفيف لموقفها السياسي منذ نحو 14 عاماً.

الصين تكافح لتحقيق مستهدفات النمو

يمكن أن يساعد اليوان الأضعف ثاني أكبر اقتصاد في العالم في سعيه إلى الوصول إلى ما يُتوقع أن يكون هدف نمو اقتصادي صعباً بنسبة 5 بالمئة وتخفيف الضغوط الانكماشية من خلال تعزيز أرباح التصدير وجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة.

تباطأت صادرات الصين بشكل حاد وانكمشت الواردات بشكل غير متوقع في نوفمبر، ما حفز الدعوات لمزيد من الدعم السياسي لدعم الطلب المحلي.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في آسيا في بنك إتش إس بي سي فريد نيومان: «تعديلات العملة مطروحة على الطاولة كأداة يمكن استخدامها للتخفيف من آثار التعريفات الجمركية».

مخاطر خفض الصين عملتها

إذا خفضت الصين عملتها بشكل قوي، فإن هذا قد يجعل الدول تستخدم السلاح نفسه بفرض تعريفات جمركية على الواردات، وسيكون هناك رد فعل عنيف بين الشركاء التجاريين الآخرين، وهذا ليس في مصلحة الصين.

يتوقع المحللون في المتوسط أن ينخفض اليوان إلى 7.37 مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل، على أن يكون العامل الرئيسي مقدار رفع ترامب للتعريفات الجمركية ومدى سرعته.

فقدت العملة ما يقرب من 4 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ نهاية سبتمبر مع استعداد المستثمرين لرئاسة ترامب.

واحتوى البنك المركزي في الماضي التقلبات والتحركات غير المنظمة في اليوان من خلال معدل التوجيه اليومي للأسواق، ومن خلال شراء وبيع البنوك الحكومية للعملة.