قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 5 يناير المقبل، تتجه الأنظار إلى مستقبل العلاقات الصينية-الأميركية، وسط تساؤلات حول انعكاسات ولايته الثانية على أكبر اقتصادين في العالم، بالنسبة للصين، فإن احتمالية عودة ترامب تثير مزيجاً من المخاوف والفرص.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
بينما يحمل التصعيد المتوقع في الحرب التجارية وتفاقم الضغوط السياسية تحديات واضحة، فإن السياسة الخارجية غير التقليدية لترامب قد تفتح أبواباً لمكاسب استراتيجية لبكين، هذه الفترة تمثل اختباراً جديداً لاستراتيجية الصين طويلة الأجل، وتحدياً للشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على استقرار العلاقات بين البلدين.
البداية من ولاية ترامب الأولى
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
شهدت الفترة الأولى لرئاسة دونالد ترامب تصعيداً ملحوظاً في العلاقات الصينية-الأميركية، ومع عودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية، يبدو أن هذا المسار سيستمر، فقد شهدت ولايته الأولى إطلاق حرب تجارية ضد الصين وفرض عقوبات صارمة على شركات صينية كبرى مثل هواوي وZTE، وقد أعلن ترامب نيته رفع الرهانات، مهدداً بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على السلع الصينية.
مخاوف بكين
عودة ترامب قد تعني المزيد من التعقيد في العلاقات الثنائية، فالحرب التجارية قد تتصاعد؛ ما يزيد من الضغوط على الاقتصادين الأميركي والصيني.
وذلك بجانب التهديدات المباشرة لآليات الحوار بين البلدين، إذ قد يسعى ترامب إلى تعطيل آليات الحوار الاقتصادي والعسكري التي أُعيد بناؤها مؤخراً.
وخلال ولاية ترامب الأولى، دعمت إدارته حملات إعلامية موجهة ضد الحزب الشيوعي الصيني.
الفرص المحتملة لبكين
رغم المخاوف، هناك جوانب إيجابية قد تستفيد منها الصين، خاصة في ما يتعلق بتأثر ترامب بالدبلوماسية الشخصية، فقد أظهر ترامب مرونة تجاه بعض القضايا عندما تم استغلال صفاته الشخصية، وذلك على سبيل المثال في رفع العقوبات عن شركة ZTE في 2018 بعد مفاوضات مباشرة مع شي جين بينغ، وتخفيف القيود على هواوي في 2019.
كما توجد فرص جيدة لبكين للتحولات في السياسة الخارجية، فسياسات ترامب المتمحورة حول «أميركا أولاً» قد تؤدي إلى إضعاف التحالفات الأميركية؛ ما يمنح الصين مساحة لتعزيز نفوذها العالمي.
وأيضاً مسألة تقويض الالتزامات الأميركية، فهناك احتمالية بأن يعيد ترامب تقييم التزامات الولايات المتحدة تجاه تايوان، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات استراتيجية تصبُّ في مصلحة الصين.
الاستراتيجية الصينية طويلة الأجل
بغضِّ النظر عن هوية الرئيس الأميركي، فإن استراتيجية الصين تجاه الولايات المتحدة تظل ثابتة، وتركز على تنويع سلاسل التوريد، وذلك بتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، وتعزيز الاستهلاك المحلي، والحد من الاعتماد على الصادرات لدفع النمو الاقتصادي.
وذلك بجانب تعزيز العلاقات مع الدول النامية، عبر تقديم رؤية بديلة للحوكمة العالمية، مع تعزيز القدرات العسكرية، من خلال دعم مطالباتها الإقليمية وحماية مصالحها الاستراتيجية.
الشركات متعددة الجنسيات في مواجهة المخاطر
تواجه الشركات الأجنبية تحديات متزايدة، في ظل استمرار العقوبات الأميركية وحظر التصدير الذي قد يعمق الانقسامات، والذي تستعد له بكين بالأدوات الصينية المضادة، حيث تطور الصين أدوات قانونية لمواجهة الإكراه الاقتصادي الأميركي.
وذلك في ظل التدقيق الأمني المتزايد، حيث ترتفع القيود على الشركات في صناعات استراتيجية مثل السيارات الكهربائية والتكنولوجيا.
باختصار، ترى triviumchina أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، لكن بكين تملك استغلال الفرص الناتجة عن ضعف التحالفات الأميركية والتركيز على استراتيجيتها طويلة الأجل، في الوقت نفسه، على الشركات متعددة الجنسيات أن تُعيد تقييم استراتيجياتها للتكيف مع البيئة الجيوسياسية المعقدة وضمان استمرارية أعمالها في كلتا السوقين.