في ظل انتظار سوق السيارات الكهربائية موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن الائتمان الضريبي، يفضل عدم التأخر في شراء سيارتك خلال أسبوع فقط، وذلك لأن الائتمان الضريبي الفيدرالي بقيمة 7500 دولار قد يختفي قريباً.
إذ قال ترامب إنه سيتحرك لإلغاء الائتمان الضريبي، ربما بمجرد توليه منصبه في يناير المقبل، بل ومن الممكن أن يلغى الائتمان الضريبي بأثر رجعي إلى بداية يناير.
سيحدث ذلك بطريقة من اثنتين إما كجزء من التشريع الضريبي الذي وعد به الجمهوريون في أوائل عام 2025، وإما يمكن لمصلحة الضرائب الداخلية التي يسيطر عليها ترامب ببساطة إصدار قاعدة جديدة تجعل الائتمان غير متاح.
ضعف المبيعات يجعل الوقت مناسباً
يجعل الوقت مثالياً للشراء أيضاً أن هناك ضعفاً في مبيعات سوق السيارات الكهربائية إلى جانب إلغاء الائتمان الضريبي.
أدى تباطؤ الطلب من قبل المشترين الأميركيين، والمزيد من الخيارات لطرازات السيارات الكهربائية، إلى تسجيل مخزونات قياسية منها في ساحات الوكلاء في وقت سابق من هذا العام، ولا يزال هذا الفائض قائماً.
قال مدير الرؤى في موقع شراء السيارات إدموندز، إيفان دروري، إن 64 بالمئة من السيارات الكهربائية الموجودة في وكالات البيع هي موديلات العام الماضي، أي ما يقرب من ضعف النسبة المئوية لمركبات الاحتراق الداخلي التقليدية، وتطلق شركات صناعة السيارات موديلات العام المقبل في الخريف بدلاً من انتظار العام الجديد.
لقد أدى فائض السيارات الكهربائية والمنافسة المتزايدة إلى دفع شركات صناعة السيارات التقليدية إلى تقديم شروط تمويل جذابة لمحاولة نقل موديلات السيارات الكهربائية القديمة.
وعلق دروري في هذا الشأن قائلاً «إذا اشتريت سيارة كهربائية الآن، فلن تكون متأكداً فقط من الحصول على ائتمان ضريبي للسيارات الكهربائية قد لا يكون موجوداً لفترة أطول، بل ستحصل أيضاً على حوافز من شركات صناعة السيارات التي لا تستطيع نقلها».
صناعة السيارات الكهربائية قد تتوقف
قال دروري إن فقدان الائتمان الضريبي، والطلب الأضعف الحتمي الذي سيتبع ذلك، قد يدفع شركات صناعة السيارات التقليدية إلى التراجع عن إنتاج السيارات الكهربائية أكثر مما فعلت بالفعل، لذا فإن الحوافز المقدمة الآن قد تختفي أيضاً.
من المرجح أن تقاتل صناعة السيارات للحفاظ على الائتمان الضريبي، وكتب تحالف الابتكار في مجال السيارات، وهي مجموعة تجارية صناعية تضم معظم شركات صناعة السيارات –ما عدا تسلا- رسالة إلى الكونغرس في أكتوبر تشرين الأول، قبل الانتخابات، تحث على بقاء الائتمان الضريبي في مكانه.
تقول الرسالة إن الشركات المصنعة الأميركية تعتمد على الائتمان للتنافس مع إنتاج السيارات الكهربائية الصينية والتقدم المحرز فيها، هذا بالإضافة إلى استثمرت شركات صناعة السيارات العالمية مليارات الدولارات في التحول من السيارات التي تعمل بالبنزين إلى المركبات الكهربائية، وقد يؤدي الانسحاب القسري إلى خسائر فادحة.
ومن المحتمل أن يؤدي اختفاء الائتمان الضريبي إلى الإضرار بشركات صناعة السيارات التقليدية التي تخطط لطرح المزيد من المركبات الكهربائية في السنوات المقبلة، مثل جنرال موتورز وفورد وستيلانتس، أو شركات السيارات الكهربائية الصغيرة الناشئة الأخرى مثل ريفيان، والتي لم تستفد أي منها من مبيعات السيارات الكهربائية حتى الآن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تكاليف بدء التشغيل الضخمة.
وشجع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، الذي تبرع بمئات الملايين من الدولارات لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات والذي قضى وقتاً طويلاً مع الرئيس المنتخب، ترامب على إنهاء الائتمان، معقباً بأنه سيساعد تسلا فقط.
وإذا انخفض الطلب على ا لسيارات الكهربائية مع اختفاء الائتمان الضريبي، فقد تضطر شركات صناعة السيارات هذه إلى التراجع عن إنتاجها من السيارات الكهربائية لتقليص خسائرها، ما يقلل من المنافسة على تسلا بين مشتري السيارات الكهربائية.
مبيعات مرتفعة رغم تباطؤ الطلب في 2025
وعلى الرغم من تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية، لا يزال العديد من الخبراء يتوقعون أن مبيعات السيارات الكهربائية الإجمالية في الولايات المتحدة قد تستمر في الارتفاع، ولكن بوتيرة أبطأ بكثير من الماضي.
قال المحلل الرئيسي للسيارات في إس آند بي غلوبال، كريس هوبسون «لا يزال لدينا أكثر من 20 طرازاً من السيارات الكهربائية تدخل السوق في العام المقبل، ومع العروض المتزايدة سينتعش الشراء وتزداد مبيعات السيارات».
وأضاف «إذا اختفى الائتمان الضريبي في وقت مبكر من العام، فقد يتسبب ذلك في تراجع عن توقعاتها للسيارات الكهربائية إلى حد ما، لكنه لا يزال يتوقع مكسباً متواضعاً، لكن كيفية رد فعل شركات صناعة السيارات على الافتقار إلى الائتمان الضريبي قد تحدد مقدار انخفاض المبيعات، ويمكنهم خفض الأسعار أكثر مما فعلوا في السنوات الأخيرة».
وقد تلجأ بعض الولايات إلى زيادة اعتماداتها الضريبية الخاصة للتعويض عن خسارة الاعتمادات الضريبية الفيدرالية، وسبق أن سعت كاليفورنيا للقيام بزيادة الاعتمادات الضريبية.
(كريس إيزيدور، CNN)