أعلنت شركة بي واي دي (BYD) الصينية، يوم الاثنين، عن توفير ميزات القيادة الذاتية المتقدمة في معظم طرازاتها، بما في ذلك سيارات بأسعار تبدأ من 9,555 دولاراً فقط، ما يشكّل ضربة قوية للمنافسين مثل «تسلا»، ويفتح الباب أمام حرب أسعار جديدة في سوق السيارات الكهربائية، وفقاً للمحللين.
وكشف مؤسس «بي واي دي»، وانغ تشوانفو، خلال فعالية بُثت مباشرة من شنتشن، أن الشركة قامت بتزويد جميع طرازاتها التي يزيد سعرها على 100,000 يوان (13,688 دولاراً) بنظام «عين الإله» (God's Eye)، وهو نظام القيادة المتقدمة الخاص بالشركة، كما قامت بتركيب هذا النظام في ثلاثة طرازات أخرى يقل سعرها عن 100,000 يوان، بما في ذلك سيارة «سيجال» (Seagull) التي يبدأ سعرها من 69,800 يوان، وأطلقت مبيعات 21 طرازاً من سياراتها فور انتهاء الحدث، واصفةً إياها بأنها «الدفعة الأولى».
توسع غير مسبوق في تقنيات القيادة الذكية
في السابق، كانت «بي واي دي» توفر هذه الميزات فقط في السيارات التي تبدأ أسعارها من 30,000 دولار، في حين أن «تسلا» تتيح تقنيات القيادة الذاتية في سياراتها المتوفرة في الصين بأسعار تبدأ من 32,000 دولار.
وتتنافس شركات صينية أخرى، مثل «إكس بينغ» (Xpeng) و«ليب موتور» (Leapmotor) المدعومة من «ستيلانتيس» (Stellantis)، في تقديم سيارات كهربائية بأسعار معقولة مزودة بأنظمة القيادة الذكية، إلا أن أرخصها كان سيارة «باوجون يونهاي» (Baojun Yunhai) التابعة لمشروع مشترك بين «سايك موتور» و«جنرال موتورز»، والتي تُباع بسعر 15,000 دولار.
وقال ييل تشانغ، المدير العام لشركة «أوتوموتيف فورسايت» (Automotive Foresight): «الرسالة الأهم من بي واي دي هي أنها تسعى إلى تعميم التكنولوجيا وجعلها في متناول الجميع، فالتقنيات المتطورة لا يجب أن تقتصر على الفئات الفاخرة، وهم مستعدون لخوض حرب أسعار لتحقيق ذلك».
وأضاف: «إنها استراتيجية مشابهة لما فعلته شركة الذكاء الاصطناعي الصينية ديب سيك (DeepSeek) التي هزَّت الأسواق العالمية الشهر الماضي بعدما كشفت عن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي بكلفة أقل بكثير من نظيراتها الغربية».
من جانبه، قال جون زينغ، رئيس قسم التوقعات السوقية للصين في شركة «جلوبال داتا» (GlobalData) الاستشارية في لندن، إن هذه الخطوة تعكس إدراك «بي واي دي» لحالة الركود النسبي في مبيعاتها، التي بلغت 4 ملايين سيارة العام الماضي، وأنها بحاجة إلى قفزة جديدة لتعزيز نموها.
وأشار زينغ إلى أن «القيادة الذكية ستنقل مبيعات الشركة إلى مستوى جديد»، مضيفاً أن شركات أخرى مثل «إكس بينغ» ستواجه ضغوطاً هائلة بسبب سيارات بي واي دي المجهزة بأنظمة القيادة الذكية، لكنه يرى أن من الصعب على المنافسين تقديم سيارات مماثلة بالأسعار التنافسية نفسها.
الذكاء الاصطناعي يقود المنافسة
تصاعدت التوقعات بشأن تأثير خطط «بي واي دي» للقيادة الذكية على سوق السيارات الكهربائية، ما دفع أسهم الشركة إلى الارتفاع بنسبة 16% منذ يوم الخميس الماضي، عندما بدأت وسائل الإعلام الصينية تسريب معلومات عن الحدث.
وكانت «بي واي دي» قد أشعلت سابقاً حرب أسعار في سوق السيارات بالصين –الأكبر في العالم– عبر تقديم خصومات متتالية على سياراتها، بما في ذلك طرازات من سلسلتَي «دايناستي» (Dynasty) و«أوشن» (Ocean)، وهما الأكثر مبيعاً لديها.
وخلال عرضه التقديمي، توقع وانغ أن تصبح ميزات القيادة الذكية عنصراً أساسياً في السيارات، تماماً كما هو الحال مع أحزمة الأمان والوسائد الهوائية، معتبراً أن هذه الخطوة تعزز التحول نحو الذكاء الاصطناعي في الصين.
كما أعلنت الشركة عن دمج نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ«ديب سيك» في منصة «شوانجي» (Xuanji) الذكية للسيارات التابعة لها.
واختتم وانغ بالقول: «كلما زاد عدد المستخدمين الذين يعتمدون على تقنيات القيادة الذكية، زادت سرعة جمع البيانات وتحسينها، ما سيخلق تأثيراً متسارعاً (flywheel effect) على تطوير هذه التكنولوجيا في الصين».
وأضاف «أعتقد أن القيادة الذكية ستصبح العلامة المميزة الجديدة للسيارات الصينية».
{{ article.formatted_date }}
