قال خبراء دوليون لـ«CNN الاقتصادية»، إن توسع أوروبا في استهلاك الغاز الطبيعي يضغط على أسعاره عالمياً.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوى خلال عامين، مع تسارع وتيرة السحب من مرافق التخزين بفعل انخفاض درجات الحرارة في المنطقة، لتصل العقود المستقبلية للغاز إلى 58 يورو لكل ميغاواط في الساعة.
ما أدى إلى إجماع عدد من المحللين في قطاع الغاز أن أوروبا ستحتاج بالفعل إلى شراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي الأميركي في عام 2025، لتعويض زيادة سحوباتها من المخزون، كما ستلجأ بعض الدول لتكثيف عمليات الشراء لإرضاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتعويض عن بعض المخاوف بشأن تنفيذ التعريفات الجمركية.
ويقول محلل سوق الغاز الطبيعي والغاز المسال لدى كبلر، رونالد بينتو لـ«CNN الاقتصادية»، إن سوق الغاز الطبيعي المسال لا يزال يعتمد على أساسيات السوق، «حيث تجتذب أوروبا في الوقت الحالي الكثير من الغاز الطبيعي المسال الأميركي وبعض الشحنات المتعاقد عليها من المشترين الآسيويين. ولا يزال العرض العالمي للغاز الطبيعي المسال ضيقاً ويحافظ على الحد من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال».
وأضاف بينتو، أن عمليات شراء الغاز المسال في أوروبا تتم من خلال شراء الشركات للغاز، وليس الدول بشكل مباشر «ومع ذلك، قد تتطلع بعض البلدان ذات الأسواق الأكثر تنظيماً، وخاصة في آسيا، إلى شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأميركي لإرضاء إدارة ترامب، والتعويض عن بعض المخاوف بشأن تنفيذ التعريفات، حيث ستختلف الرغبة في التعرض الإضافي للغاز الطبيعي المسال الأميركي من مشتر إلى آخر».
ويقول محلل سوق الغاز الطبيعي والغاز المسال لدى كبلر، «إن أسعار الغاز الأوروبية ما زالت في الارتفاع، وهي بالفعل مرتفعة للغاية مقارنة بآسيا، وهذا من شأنه أن يساعد القارة على تعويض خسارة إمدادات خطوط الأنابيب جزئياً، حيث يمكن أن تتضمن التدابير الأخرى تنفيذ إعانات لمشغلي أنظمة التخزين لتلبية أهداف ملء التخزين، ومع ذلك يمكن لكل دولة وضع تدابير مختلفة، والتي يمكن أن تجلب إشارات سوقية مختلفة».
وعن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي يقول بينتو: «لقد تجاوزنا بالفعل حدود الأسعار للمشترين الحساسين للسعر في بعض مناطق العالم، بما في ذلك آسيا وجنوب شرق آسيا، حيث إن الأسعار الحالية أعلى بكثير من القدرة الاقتصادية على استئجار بعض العمليات الصناعية في أوروبا، مثل إنتاج الأمونيا وتوليد الطاقة بالغاز، وإذا استمرت الأسعار على هذا النحو، فسوف نشهد زيادة في تدمير الطلب عبر مختلف القطاعات لإعادة التوازن بين العرض والطلب، ونرى الأسعار تنخفض مرة أخرى».
وتستعد منطقة شمال غرب أوروبا لموجة صقيع في الأيام المقبلة، ما قد يُعزز الطلب على التدفئة ويضيف مزيداً من الزخم إلى الارتفاع الذي يسيطر على الأسواق منذ بداية العام حتى الآن.
وقالت الباحثة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا، في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية»، إن الدول الأوروبية تشتري بالفعل أكبر قدر ممكن من الغاز الطبيعي المسال الأميركي: «حيث تتفوق على المشترين الآخرين في المزايدة، ولكن ومن غير المتوقع أن تتوفر كمية كبيرة إضافية من الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2026».
أضافت يافيمافا أن تأمين اتفاق بشأن تجديد عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا سيكون الطريقة الواضحة لنقل الغاز الإضافي إلى أوروبا في عام 2025، «ولكن من غير الواضح ما إذا كانت المفوضية الأوروبية مستعدة سياسياً لهذا».
وفي أميركا أدت درجات الحرارة الأكثر برودة من المعتاد في معظم أنحاء الولايات المتحدة في منتصف يناير إلى زيادة استهلاك الغاز الطبيعي، ما أدى إلى رابع أكبر سحب أسبوعي مُبلغ عنه من تخزين الغاز الطبيعي في الولايات حيث انخفضت المخزونات بمقدار 321 مليار قدم مكعبة (Bcf)، وهو ما يزيد بنحو 70% على متوسط السحب لمدة خمس سنوات.