كوبا تغرق في الظلام للمرة الرابعة خلال خمسة أشهر

في رابع عتمة خلال خمسة أشهر، تواجه كوبا شللاً كهربائياً يعم أرجاءها ويفاقم أزمتها الاقتصادية. (أ ف ب)
كوبا
في رابع عتمة خلال خمسة أشهر، تواجه كوبا شللاً كهربائياً يعم أرجاءها ويفاقم أزمتها الاقتصادية. (أ ف ب)

تعرضت كوبا، ذات التعداد السكاني البالغ 9.7 ملايين نسمة، لانقطاع واسع للتيار الكهربائي مساء الجمعة، هو الرابع في غضون خمسة أشهر والأول خلال عام 2025.

وأوضحت وزارة الطاقة والمناجم أن الخلل بدأ قرابة الساعة الثامنة والربع مساءً في محطة فرعية بحي دييثميرو جنوب هافانا، ما أدى إلى انهيار الشبكة الوطنية، وأكد رئيس الوزراء مانويل مارييرو كروز عبر منصة إكس أن الحكومة تعمل بلا كلل لإعادة التيار، ومع حلول منتصف الليل، جرى تزويد مرافق حيوية، بينها مستشفيات في بعض المقاطعات، بالحد الأدنى من الكهرباء، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

معاناة سكان العاصمة

سادت العتمة شوارع هافانا، ولم يبقَ فيها أي بصيص نور سوى من مولدات الفنادق وبعض المؤسسات الخاصة، إضافة إلى مرافق صحية رئيسية، وتقول كارين غوتييريز، بائعة مثلجات «يا إلهي، يبدو أننا سنمضي نهاية أسبوع مظلمة».

بينما تؤكد أنخيليكا كاريداد مارتينيز من كاماغوي أنها فقدت شهيتها للعشاء، واصفة الوضع بأنه «لا يُحتمل»، فيما اشتكى أندريس لوبيز (67 عاماً) في هولغوين من صدمته «لم أتوقع انقطاعاً آخر بهذه السرعة».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

واقع متأزم في المحافظات

على الرغم من عودة متقطعة في بعض المناطق، لا تزال محافظات ريفية عديدة تواجه انقطاعات قد تصل إلى 20 ساعة، بينما تتراوح الفترات الخالية من الكهرباء في هافانا بين أربع وخمس ساعات يومياً، وأفاد مواطنون بأنهم يعتمدون على المصابيح اليدوية والهواتف في التنقل ليلاً، وسط تأكيدات رسمية بأن استعادة الخدمة الكاملة ستستغرق وقتاً غير محدد.

تحديات اقتصادية كبرى

شهدت كوبا ثلاث حالات انقطاع كهربائي شاملة أواخر عام 2024، استمرت اثنتان منها لأيام، ما عمّق الأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ ثلاثة عقود.

وتعاني البلاد نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، وارتفاعاً ملحوظاً في التضخم، فضلاً عن موجات هجرة كثيفة باتجاه الولايات المتحدة، وتبذل السلطات جهداً كبيراً لتشغيل ثماني محطات طاقة حرارية، شُيدت معظمها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فضلاً عن بوارج توليد تركية تعتمد على وقود مستورد بتكلفة باهظة وبكميات محدودة.

مساعٍ نحو الطاقة الشمسية

تعود الانقطاعات المتكررة أيضاً إلى أعطال متواصلة في محطات رئيسية، أبرزها غويتراس التي توقفت في منتصف أكتوبر تشرين الأول الماضي لأربعة أيام، ثم تعطلت مجدداً في ديسمبر كانون الأول، كما ضرب إعصار رافائيل المنظومة بأكملها قبل ذلك بشهر، وتلقي القيادة الكوبية باللوم على حصار تجاري أميركي مستمر منذ ستة عقود، اشتد في عهد الرئيس دونالد ترامب الأول، معتبرة أنه يعرقل جهود الصيانة والتحديث.

في سياق البحث عن حلول، تسرّع كوبا إنشاء 55 محطة شمسية بتكنولوجيا صينية قبل نهاية العام الحالي، ومن المتوقع أن تضيف هذه المشاريع نحو 1200 ميغاواط، ما يعادل نحو 12 في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة.

ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه المحطات في تقليص الأعباء المرهقة على الأسر والمرافق، والحد من الانقطاعات المزمنة مستقبلاً، وتبقى استعادة الاستقرار الكهربائي هدفاً محورياً رغم التحديات المستمرة.