توقع عدد من محللي النفط والطاقة أن تعيد الدول المشاركة في تحالف «أوبك+»، النظر في قرار زيادة إنتاجها من النفط الخام حال استمرار انخفاض أسعار النفط العالمية بعد أن تراجعت وسط مخاوف متصاعدة من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة إلى ركود اقتصادي عالمي يُضعف الطلب على الطاقة.
وخلال الأسبوع الماضي، أكدت ثماني دول أعضاء في تحالف «أوبك+»، من بينها الإمارات والسعودية وروسيا والعراق والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، التزامها بالحفاظ على استقرار سوق النفط، وذلك في ظل استمرار تحسن المؤشرات الأساسية للسوق والتوقعات المتفائلة.
ستعمل الدول المشاركة على تنفيذ تعديل في الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يومياً خلال مايو أيار 2025، وهو ما يعادل ثلاث زيادات شهرية مجمعة.
وتراجعت أسعار النفط الأميركي إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أبريل 2021، وسط مخاوف متصاعدة من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة إلى ركود اقتصادي عالمي يُضعف الطلب على الطاقة.
انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام «غرب تكساس» الوسيط بأكثر من 3 بالمئة لتُغلق عند 59.78 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من نحو 4 أعوام، في المقابل، تراجع خام «برنت» بنسبة 2.7 بالمئة إلى 63.12 دولار، متأثراً بالمخاوف ذاتها.
ويقول جورج ليون، النائب الأول للرئيس في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، إن قرار تحالف «أوبك+»، بزيادة إنتاجها من النفط «لم يكن متوقعاً، ولكن مع اقتراب أسعار النفط من نحو 65 دولاراً للبرميل، من المرجح أن تضطر أوبك+ إلى تعديل إنتاجها لدعم الأسعار».
وأضاف ليون، أن انخفاض سعر النفط قد يُسهّل على الولايات المتحدة فرض أقصى ضغط على إيران، «ما يُتيح لنا توقع اضطرابات في الإمدادات خلال الفترة القادمة، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط إلى نحو 70 دولاراً للبرميل هذا الصيف مع ازدياد الطلب».
ويقول أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، إن سوق النفط العالمية تواجه مزيج الحرب التجارية، وزيادة إنتاج أوبك+ يُشكل خطراً كبيراً على السوق، «حيث من المتوقع أن يستقر النفط حول مستواه الحالي، لكن كل هذا يتوقف على استقرار الأسواق المالية العالمية، فإذا شهدنا المزيد من الانخفاضات بالقدر نفسه الأسبوع المقبل، فقد ينخفض سعر النفط إلى ما دون 60 دولاراً».
وأضاف راسموسن، أن من الممكن أن تتراجع أوبك+ عن زيادة إنتاجها إذا استمرت أسعار النفط العالمية في الانخفاض خلال الفترة القادمة، «حيث من المتوقع أن تتراوح أسعار النفط ما بين 60 و70 دولاراً للبرميل».
ويقول ديفيد جوربناز، المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، لـ«CNN الاقتصادية»، إن أسعار النفط تشهد حالياً انخفاضاً حاداً، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى حرب التعريفات الجمركية التي شنتها الإدارة الأميركية الحالية، وفي غياب أي صدمة جديدة في العرض أو قوة مفاجئة في الطلب «لا يزال نطاق 60-70 دولاراً يعكس سيناريو أساسياً واقعياً، لا سيما في النصف الثاني من عام 2025، إلا أن مخاطر الهبوط تتزايد».
وأضاف جوربناز، أن التوقعات تشير إلى ضغط هبوطي طفيف، حيث من المتوقع أن تنخفض الأسعار مع بقائها حول 70 دولاراً على المدى القريب، ومع ذلك، إذا استمر نمو العرض من خارج أوبك ولم ينتعش الطلب بشكل ملحوظ، فقد يؤدي ضخ براميل إضافية من أوبك+ إلى تعميق الفائض، ما يدفع الأسعار إلى ما يقارب 65 دولاراً أو أقل.
ويقول المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، إن هناك احتمالاً لإعادة النظر من قبل أوبك بلس في قرارها، «حيث أشار المنتجون الرئيسيون إلى استعدادهم للتوقف مؤقتاً أو عكس مسارهم إذا استمر ضعف الأسعار، إذا ظل سعر خام برنت دون 70 دولاراً أميركياً لفترة طويلة، أو إذا اشتدت المخاطر الاقتصادية الكلية أو الجيوسياسية، فقد تتحرك أوبك+ بسرعة لتحقيق استقرار السوق، لا سيما أن استقرار الأسعار لا يزال أولوية أساسية للعديد من الأعضاء».