غوتيريش في قمة نيس للمحيطات: لا يجوز أن تتحول الأعماق إلى «غرب متوحش»

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر في قمة نيس من اندفاع غير منظم نحو التعدين في أعماق البحار. (أ ف ب)
قمة نيس للمحيطات
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر في قمة نيس من اندفاع غير منظم نحو التعدين في أعماق البحار. (أ ف ب)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين خلال افتتاح قمة الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية، إلى منع تحول أعماق البحار إلى «غرب متوحش» في ظل تسابق دولي غير منظم نحو التنقيب عن المعادن تحت المياه.

وقال غوتيريش «لا يمكننا السماح بأن تتحول الأعماق إلى الغرب المتوحش الجديد»، مشيراً إلى وجوب التحرك الدولي المنظم قبل البدء بأي أنشطة تجارية في قاع المحيطات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

التعدين في قاع البحر يثير الانقسام بين الدول

تتصاعد الخلافات الدولية بشأن قواعد التعدين في أعماق البحار، خاصة مع إعلان الولايات المتحدة نيتها تسريع أعمال الاستكشاف في المياه الدولية، بعيداً عن الأطر التنظيمية الحالية، ما دفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى التحذير من «تهديد أحادي الجانب يهدد المحيطات».

من المتوقع أن تناقش الهيئة الدولية لقاع البحار في يوليو تموز المقبل وضع مدونة تنظيمية عالمية لعمليات التعدين في أعماق المياه الدولية، وسط ضغوط بيئية متزايدة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

فرنسا تدعو لوقف مؤقت عالمي للتعدين البحري

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته باعتماد وقف مؤقت دولي للتعدين في الأعماق، واصفاً الممارسات الاستكشافية الحالية بأنها «جنون اقتصادي مدمر».

وقال ماكرون «من الجنون إطلاق أنشطة اقتصادية افتراسية تعطل التوازن البيئي للأعماق، وتدمر التنوع البيولوجي وتحرر كميات ضخمة من الكربون الدفين، دون أي معرفة مسبقة بالعواقب».

وأكد أن «أعماق البحر وغرينلاند وأنتاركتيكا ليست للبيع»، وسط تصفيق حار من الحضور.

معاهدة أعالي البحار تدخل حيز التنفيذ قريباً

أعلن ماكرون أن معاهدة حماية أعالي البحار، التي تم التوصل إليها عام 2023، ستدخل حيز التنفيذ قريباً بعد حصولها على العدد المطلوب من المصادقات، وهو 60 دولة.

وتهدف المعاهدة إلى حماية المياه الدولية من الاستغلال العشوائي، وتنظيم الأنشطة البحرية العابرة للحدود.

التزامات بيئية جديدة ومحميات بحرية قيد الإعلان

يشارك في القمة نحو 60 رئيس دولة وحكومة إلى جانب آلاف العلماء والناشطين وممثلي القطاع الخاص، ويتوقع أن تعلن عدة دول، من ضمنها ساموا، عن مناطق بحرية محمية جديدة.

ساموا سبقت الجميع بإعلان حماية 30 في المئة من مياهها الوطنية من خلال إنشاء 9 محميات بحرية، كما يتوقع إعلان بريطانيا عن حظر الصيد بشباك الجر في نصف مناطقها البحرية المحمية.

دعوات لتمويل عاجل لحماية المحيطات

رغم التزامات الحماية، لا تزال أعالي البحار الأقل تمويلاً بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ومن المتوقع أن تطالب الدول الجزرية الصغيرة، خلال المؤتمر، بزيادة الدعم المالي لمكافحة ارتفاع منسوب البحار والتلوث البلاستيكي ونهب الثروات السمكية.

ورغم أن القمة لن تنتج اتفاقاً قانونياً ملزماً على غرار مؤتمرات المناخ، فإن دبلوماسيين يرون أنها قد تشكل منعطفاً سياسياً مهماً في مستقبل حماية المحيطات.

وقال إنريك سالا، مؤسس مبادرة «بحار نقية»، «لدينا فرصة لتحويل الكلمات إلى أفعال طموحة وجريئة لحماية المحيطات قبل فوات الأوان».