يقول الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية للطاقة، كلاوديو ديسكالزي، إن ما مر به خلال مهماته الطويلة في دول إفريقية مثل ليبيا والكونغو ونيجيريا، شكّل شخصيته المهنية ووضعه على مسار مختلف عن باقي رؤساء شركات النفط الكبرى في العالم، نقلاً عن فايننشال تايمز. في مقابلة مع فايننشال تايمز، أوضح ديسكالزي (70 عاماً) أنه يكره أن يكون «سياسياً صحيحاً»، ويرى في ذلك قيوداً وهمية تضر بقدرة المؤسسات على التجدد والمواجهة.. وأضاف «في الحياة عليك أن تتحدى كل شيء.. لا أريد أن أكون في نادٍ يكرر فيه الجميع الكلام نفسه».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تقلّد ديسكالزي منصبه في مايو أيار 2014 في لحظة حرجة، حينها كانت أسعار النفط تتهاوى بنسبة 70 في المئة بسبب حرب الحصص بين السعودية والولايات المتحدة.
وكان اعتماد إيني على النفط والغاز شبه كلي، بنسبة تزيد على 100 في المئة حسب وصفه، إذ كانت الأنشطة الأخرى تسجّل خسائر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ردّ ديسكالزي لم يكن عبر اندماجات ضخمة أو تقليص النفقات كما فعلت شركات منافسة، بل عبر مضاعفة الاستثمار في البحث والتطوير، استعان بعلماء وجامعات وامتلك حواسيب خارقة لابتكار تقنيات خاصة بالشركة، وقال «كنت أحتاج إلى أدوات مرنة بيدي تتيح لي فك الارتباط عن النفط والغاز».
اليوم، تضم إيني نحو 60 نشاطاً في دول مختلفة، وتحقق وحداتها المرتبطة بالوقود الحيوي ومحطات الخدمة أرباحاً جيدة، وقد جذبت هذه الوحدات اهتمام شركات استثمار كبرى مثل شركة الاستثمار الأميركية كيه كيه آر KKR، بما يفوق التوقعات.
رغم أن بعض الشركات الأوروبية مثل شل وبي بي خفّضت استثماراتها في الطاقة النظيفة بسبب ضعف الربحية، حافظت إيني على خطها الثابت، عبر مزج الأصول المستقبلية مع الأصول المدرة للدخل، وتحقيق توازن بين الربحية والاستدامة.
في حديثه عن التحول الطاقي، شدد ديسكالزي على أن تحميل شركات الطاقة وحدها مسؤولية التغير المناخي أمر غير عادل.
وقال «ما دام العالم يستهلك 80 في المئة من طاقته من الوقود الأحفوري، فلا يمكن لوم المنتج فقط، على المستهلك أن يغير سلوكه أيضاً».
وأضاف منتقداً التركيز الأوروبي الضيق «أوروبا تظن أن العالم كله مثلها، لكنها لا تمثل سوى 5 في المئة من سكان العالم».
حين سُئل عن موعد رحيله عن المنصب، قال إنه من المبكر الحديث عن ذلك، مشيراً إلى الظروف العالمية المتقلبة، واختتم حديثه قائلاً «الدافع هو مصدر الطاقة الحقيقي.. إن لم يكن لديك دافع فلن ترى المستقبل.. أنا مدفوع بفكرة الخروج عن المألوف، وهذا ما يعطيني طاقة لا تنضب».