في أسبوع صاخب في أسواق النفط، هبط سعر خام برنت تسليم أغسطس بنسبة حادة بلغت 12 في المئة ليستقر عند 67.77 دولار للبرميل، مسجلاً بذلك أكبر خسارة أسبوعية بالنقاط منذ مارس آذار 2023، وأكبر خسارة مئوية منذ أبريل 2020.
جاء هذا الهبوط الحاد ليكسر موجة ارتفاعات دامت ثلاث أسابيع متتالية، ما يؤكد حجم التقلبات العنيفة التي تمر بها السوق حالياً، وسط ضبابية متزايدة بشأن التوازن بين العرض والطلب عالمياً، إلى جانب ضغوط متواصلة من مستويات المخزون المرتفعة والسياسات النقدية المتشددة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
انخفض برنت هذا الأسبوع بـ9.24 دولار للبرميل، في تراجع يُعد الأكبر منذ بداية هذا العام، ويأتي بعد وصول الأسعار إلى ذروة سنوية عند 82.03 دولار في منتصف يناير كانون الثاني الماضي، منذ ذلك الحين، فقد برنت نحو 17.38 في المئة من قيمته.
أما مقارنة بالقمة السنوية المسجّلة في 4 يوليو تموز 2024 عند 87.43 دولار، فالسعر الحالي يقلّ بنسبة 22.49 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومنذ الذروة التاريخية في يوليو تموز 2008 (146.08 دولار)، فقدت الأسعار أكثر من نصف قيمتها بنسبة 53.61 في المئة.
ورغم هذا التراجع، فقد سجّل الخام ارتفاعاً خلال الجلسات الثلاث الأخيرة بلغ 0.94 في المئة، ما يعكس بعض محاولات الاستقرار في السوق.
ومنذ بداية هذا الشهر، ارتفع الخام بنسبة 6.06 في المئة، لكنه لا يزال منخفضاً منذ بداية 2025 بنحو 6.87 دولار أو 9.20 في المئة.
الأسواق لا تزال تتعامل بحذر مع إشارات متباينة من كبار المنتجين، في وقت تباطأت فيه وتيرة الحفر في الولايات المتحدة، كما تراجع عدد منصات الغاز والنفط.
هذا التباطؤ في المعروض لم يكن كافياً حتى الآن لدعم الأسعار، مع بقاء معنويات المستثمرين تحت ضغوط ضعف الطلب الآسيوي وتذبذب البيانات الاقتصادية الأميركية.
الهبوط الأسبوعي العنيف يعكس فقدان الأسواق لعنصر الزخم الإيجابي الذي دعم الأسعار في الأسابيع الماضية.
وإذا استمرت الأسعار في التراجع دون مستوى 67 دولاراً، فقد تدخل السوق في مرحلة اختبار جديدة لقاع نفسي حساس.
لكن في المقابل، أي استقرار مستقبلي سيحتاج إلى إشارات واضحة من «أوبك+» أو تحولات حقيقية في اتجاهات الطلب العالمي، وهي أمور لا تزال حتى اللحظة غير مضمونة.