حث الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، أعضاء المنظمة وشركاءها على رفض أي اتفاق يستهدف الوقود الأحفوري خلال المفاوضات المناخية الجارية في مؤتمر كوب 28 المنعقد في مدينة إكسبو دبي.
جاء ذلك في رسالة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، يوم الجمعة، دعا فيها الغيص أعضاء منظمة أوبك إلى الرفض الاستباقي لأي نص أو صياغة تستهدف الطاقة، أي الوقود الأحفوري بدلاً من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ونقلت فرانس برس ما أورده الغيص في رسالته، إذ قال إنه يكتب بحس من الإلحاح الشديد، مضيفاً «يبدو أن الضغط المفرط وغير المتناسب على الوقود الأحفوري يمكن أن يصل إلى نقطة تحول ذات عواقب لا رجعة فيها، إذ يظل مشروع القرار يتضمن خيارات بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».
ولم تشأ أوبك الإدلاء بأي تعليق فوري لوكالة فرانس برس.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد لوكالة فرانس برس، إن وزير النفط حيان عبدالغني كلف الوفد العراقي المشارك في مؤتمر دبي بالتأكد من أن صياغة البيان الختامي تشدد على تعاون دول العالم في خفض الانبعاثات حفاظاً على البيئة والمناخ، مع التشديد على رفض محاولات استهداف الوقود الأحفوري وانتهاك حقوق الدول المنتجة وشعوبها.
ردود فعل على رسالة الغيص
تعليقاً على رسالة الغيص، قال وزير البيئة الكندي، ستيفن غيلبو، في حديثه مع فرانس برس، يوم السبت، إنه واثق من أن النص النهائي لمؤتمر كوب 28 سيتناول الوقود الأحفوري، مضيفاً أن الدول في جميع أنحاء العالم تعمل على الاستعانة بالطاقة الكهربائية في وسائل النقل وشبكات الكهرباء والصناعات، وبالتالي سيتراجع الاعتماد على الوقود الأحفوري.
بدورها، نقلت فرانس برس، عن وزيرة التحول البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، تنديدها برسالة الغيص.
وأضافت في كلمتها للصحفيين أن «الاتحاد الأوروبي سينضم إلى العديد من البلدان الأخرى، وهي تشكل أغلبية كبيرة من الأطراف في مؤتمر كوب 28، لضمان توصلنا إلى نتيجة ذات مغزى ومثمرة بشأن التخلص من الوقود الأحفوري والتحول في مجال الطاقة، مع ضمان حصول الجميع على الطاقة».
دعوات الأمم المتحدة في كوب 28
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كشف أن عملية حماية الكوكب واضحة وتعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل في خفض الانبعاثات بشكل كبير، وتسريع التحول العادل والمنصف إلى مصادر الطاقة المتجددة، إذ لا نستطيع أن ننقذ الكوكب بينما يتزايد اعتمادنا على الوقود الأحفوري، كما لا يمكننا تحقيق العدالة المناخية التي طال انتظارها.
وشدد غوتيريش على أنه «يجب على مجموعة العشرين -التي تمثل 80% من الانبعاثات العالمية- أن تتولى القيادة»، مضيفاً «إنني أحث البلدان على تسريع جداولها الزمنية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وتحقيق هذا في عام 2040 للبلدان المتقدمة و2050 للاقتصادات الناشئة».