تركز النسخة الثامنة والعشرون من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ( كوب 28) على نقل الجهود المناخية من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ، وذلك من خلال حشد التمويل المطلوب لدعم القضايا المناخية التي تهدد العالم.
وفي اليوم الخامس من فعاليات المؤتمر، تم تسليط الضوء على قضايا التمويل والتجارة والمساواة بين الجنسين، وناقشت الجلسات كيفية توفير التمويل الأخضر المستدام، وتبني حلول الطاقة المتجددة.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس اتحاد مصارف الإمارات، عبدالعزيز الغرير، خلال المؤتمر عن مبادرة بنوك الإمارات بتخصيص تريليون درهم (ما يعادل نحو 270 مليار دولار) لصالح أنشطة التمويل الأخضر.
التزام بدعم قضايا المناخ
يأتي ذلك استكمالاً لما أعلنت عنه دولة الإمارات من التزامها بدعم قضايا المناخ، وفي مقدمتها التمويل الأخضر الذي من شأنه تشجيع رواد الأعمال على تبني حلول الطاقة المتجددة.
بدوره، أفاد محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، خالد محمد بلعمة، بالتزام بلاده بتسريع وتيرة التمويل المستدام، خلال كوب 28، قائلاً «إن جدول أعمال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي يدعو إلى الاتحاد والعمل والتنفيذ، سيكون مبدأ توجيهياً بالغ الأهمية في توسيع نطاق التمويل المستدام، وإدارة المخاطر المالية ذات الصلة، وتحقيق أهدافنا المناخية المتفق عليها دولياً».
وأعرب كبير مسؤولي الاستدامة ورئيس الحوكمة البيئية والاجتماعية لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، فيجاي بينز، في حديثه مع «CNN الاقتصادية» عن امتنانه بهذا التعهد.
وأضاف «هناك عدة طرق لمشاركتنا، أولها: نحن نسهل التمويل المستدام باستخدام إطار يسمح لعملائنا بالحصول على القروض المستدامة، إضافة إلى السندات الخضراء، ومن المقرر أن نرى المزيد من الأرقام القياسية في سوق الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي، ونحن متحمسون حقاً للمشاركة».
وأوضح «الطريقة الثانية تعتمد على جمع رأس المال، لذلك جمعنا أكبر سندات خضراء في تاريخ البنوك».
وحول صناديق دعم المناخ، قال «إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) هو في الواقع تمويل إقليمي للمناخ، إن صناديق تمويل المناخ الجديدة التي تؤسس، تعطي الأولوية للمشاركة العامة والخاصة».
بدوره، قال الرئيس المالي لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي، محمد عبدالباري، لمنصة «CNN الاقتصادية»، إن المصرف يلتزم بتأدية دوره في جمع الأموال الكافية لدعم المبادرات، التي أطلقها (كوب 28)، على أن يعمل على تنميتها خلال الأعوام المقبلة، لتحقيق أهداف الاستدامة للمصرف.
وكان رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد أعلن عن إطلاق صندوق ألتيرا الاستثماري؛ بهدف دعم التمويل المناخي برأس مال يبلغ نحو 30 مليار دولار.
كما أعربت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في يوم التمويل المستدام في كوب 28، عن تفاؤلها بما وصل إليه المؤتمر من تعهدات منذ انطلاقه، على مدار خمسة أيام، قائلة «لقد حان الوقت لتغيير منهجية التفكير، وفي النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف أرى أخيراً الوجه الإيجابي للعمل المناخي.. إنها أخبار رائعة وجيدة».
وشدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل، مارك كارني، على ضرورة الاهتمام بتمويل القضايا المناخية بشكل عاجل لتفادي التداعيات الصعبة التي قد تواجه العالم جراء هذه الأزمة.
ومن المقرر أن يقام المركز العالمي لتمويل المناخ في سوق أبوظبي العالمي، والذي يهدف إلى تحفيز الاستثمارات منخفضة الكربون وسريعة النمو من خلال توفير فرص عملية لتوسيع نطاق التمويل الأخضر وإتاحة تمويل المناخ بتكلفة مناسبة.
وكان رئيس مؤتمر كوب 28، سلطان الجابر، قد أعلن عن إطلاق المركز العالمي لتمويل المناخ في اليوم الثاني من المؤتمر، وهو مبادرة تعاونية بالشراكة مع تسعة أعضاء من بينهم شركة مصدر، و البنك الدولي، وبنك (إتش.إس.بي.سي)، والقابضة (إيه دي كيو)، وبلاك روك، وناينتي وان.
