عاودت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا الارتفاع مجدداً منذ بداية الشهر الحالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر ديسمبر كانون الأول، حيث بلغ السعر 10.9 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية، وأجمع عدد من محللي سوق الغاز والنفط على أن ارتفاع الأسعار جاء مدفوعاً بزيادة الطلب العالمي على الغاز المسال من الدول التي تعاني موجات الحر واحتياجات توليد الطاقة.
ويقول أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، لـ«CNN الاقتصادية»، إنه من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال خلال العام الحالي إلى 421 مليون طن عام 2024، في حين أنه من المتوقع أن يصل حجم المعروض من الغاز المسال إلى 412 مليون طن، «وهو ما يشير إلى وجود فجوة بين الطلب والمعروض من الغاز المسال بنحو إلى 9 ملايين طن خلال العام الحالي».
ويضيف شرودر، أنه من المرجّح أن يصبح سوق الغاز الطبيعي المسال الفوري أكثر ازدحاماً خاصة خلال فترات ذروة الطلب، «لذلك تعتبر أسعار الغاز الطبيعي المسال منخفضة نسبياً، ولا تتوقع الأسواق زيادات كبيرة خلال الأشهر القادمة باستثناء موسم الشتاء والصيف المعتاد».
ويتوقع رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، ارتفاع واردات الصين من الغاز المسال خلال العام الحالي بنسبة 16 في المئة، لتصل إلى 82.9 مليون طن عام 2024، حيث ستظل واردات الغاز الطبيعي المسال قوية في الأشهر القليلة المقبلة مدفوعة بانخفاض الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال عند المستويات الحالية ونمو الاقتصاد.
كما توقع شرودر أن تؤدي موجة الحر المستمرة التي تتعرض لها آسيا إلى ارتفاع واردات الهند من الغاز الطبيعي المسال لعام 2024 إلى 26.4 مليون طن، بزيادة قدرها 19 في المئة على أساس سنوي، «حيث كشفت البيانات عن تباطؤ طفيف في نشاط الشراء الفوري الهندي للتسليم في أبريل نيسان الماضي، إلّا أنه زاد اهتمام الهند بشراء شحنات من الغاز المسال مرة أخرى للتسليم في الصيف».
ارتفاع الطلب في أشهر الصيف
وتقول آنا سوباسيك، محلل سوق الغاز الطبيعي المسال والغاز الطبيعي لدى كبلر، لـ«CNN الاقتصادية»، إنه من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال في أشهر الصيف المقبلة، مدفوعاً بزيادة الطلب على التبريد في المناطق التي تعاني موجات الحر واحتياجات توليد الطاقة المتزايدة، مثل مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشمال شرق آسيا، «وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب و أسعار الغاز»، حيث سيظل الصيف الأكثر سخونة من المتوقع يشكل خطراً رئيسياً على توقعات الأسعار.
وتضيف سوباسيك أن زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال من مصر ومدى مستوى الطلب منها بالإضافة إلى انخفاض نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال عالمياً، يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الضغوط على توازن سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي خلال العام الحالي.
وأفادت محلل سوق الغاز الطبيعي المسال والغاز الطبيعي لدى كبلر، بأن المخاطر التي يتعرض لها سوق الغاز المسال تشمل المخاطر التي يتعرض لها توازن السوق الأوروبية بعدم اليقين بشأن توفر الغاز الطبيعي المسال، والتي تضم خطر الانقطاعات غير المخطط لها وتأخير المشاريع الجديدة، فضلاً عن المزيد من الاضطرابات السياسية.
وبحسب سوباسيك، فإن أسعار الغاز الأوروبية قد انخفضت بشكل طفيف بسبب تخفيف التوترات الجيوسياسية، وتم استئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال المنتظمة من منشأة فريبورت الأميركية، وانتهاء أعمال الصيانة في النرويج، «إلّا أن انخفاض نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي قد يؤدي إلى الضغط على توازن سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي».
وبدأت وزارة البترول المصرية الشهر الماضي استيراد شحنات من الغاز المسال لمواجهة الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي من قِبل قطاع الكهرباء، والحد من انقطاعات الكهرباء خلال فترة الصيف، واتفقت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» التابعة لوزارة البترول المصرية على استيراد شحنات غاز مسال، على أن يتم تسليمها في ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح بمدينة العقبة الأردنية وتغويزها من خلال وحدة التغويز العائمة للغاز الطبيعي في المملكة الأردنية، على أن يتم نقلها عبر خط الغاز الواصل بين مصر والأردن، وذلك لحين وصول وحدة التغويز العائمة «هوج جاليون» للغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة هوج النرويجية المتخصصة في وحدات تغويز الغاز، خلال النصف الثاني من شهر يونيو حزيران المقبل.