ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بدعم من الآمال بزيادة الطلب خلال موسم القيادة الصيفي في نصف الكرة الشمالي التي بددت تأثير بيانات اقتصادية صينية أظهرت تعافياً غير مستقر لأكبر مستورد للخام في العالم.

وعند التسوية، ارتفعت أسعار النفط بنحو دولارين للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر لتعزز مكاسب الأسبوع الماضي وسط حالة من التفاؤل بين المستثمرين حيال نمو الطلب خلال الأشهر المقبلة.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.88 دولار أو 2.4 بالمئة إلى 80.33 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أعلى مستوى منذ أواخر أبريل نيسان. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.63 دولار أو اثنين بالمئة إلى 84.25 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أبريل نيسان أيضا.
وأظهرت بيانات من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع يوم الجمعة أن المستثمرين أعادوا شراء بعض عقود النفط التي باعوها خلال الأسبوع السابق.
واستمرت المخاوف من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط بعد أن ذكر الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أن إطلاق النار الكثيف عبر الحدود من جماعة حزب الله اللبنانية على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد خطير.

وبعيداً عن مبيعات التجزئة التي فاقت التوقعات بسبب زيادة الطلب خلال العطلة، كانت معظم البيانات الاقتصادية الصينية التي صدرت اليوم سلبية بشكل كبير، وجاءت في أعقاب مسح يوم الجمعة أظهر تراجع معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة في يونيو حزيران إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر.

وفي الأسبوع الماضي، سجّل كلا الخامين القياسيين أول مكسب أسبوعي في أربعة أسابيع بدعم من الثقة المتزايدة في أن مخزونات النفط ستنخفض مع بدء موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي وسط استمرار خفض الإمدادات من تحالف أوبك بلس.

وقال أولي هانسن من ساكسو بنك «كان رد فعل سوق النفط الخام سلبياً في البداية إزاء البيانات المتباينة من الصين.. ولكن توقعات الطلب القوي على الوقود في الربع القادم، وما قدمته السعودية من طمأنة بالزيادة في أكتوبر وفقاً للظروف السائدة، والتركيز الإضافي على منتهكي الحصص لخفض الإنتاج وضبطه، كل هذا يبدو داعماً».

وقالت السعودية إن زيادة إنتاج أوبك بلس المزمعة في الربع الرابع يمكن إيقافها مؤقتاً أو عكسها إذا لزم الأمر.. وتعهدت روسيا والعراق، وكلاهما يضخ أكثر من حصته المحددة في أوبك بلس، الأسبوع الماضي بالوفاء بالتزاماتهما.

ورغم اختلاف التقريرين الصادرين الأسبوع الماضي عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية حول قوة نمو الطلب على النفط هذا العام، فقد عززا الثقة بأن مخزونات النفط ستتراجع في النصف الثاني من العام.

لكن محللي بنك أوف أمريكا قالوا في تقرير إنه رغم التوقعات السائدة في السوق بارتفاع أسعار النفط في الربع الثالث، فإن هناك مخاطر على الأسعار في حال استمر ضعف التوازن بين العرض والطلب.

وكتب المحللون «لم يتضح بعد ما إذا كانت التوازنات بين العرض والطلب ستتحسن بما يكفي في الربع الثالث، لتسمح بتحول السوق من فائض يبدو كبيراً إلى عجز، بما قد يفضي إلى ارتفاع الأسعار».