أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، في بيان، البدء في التخفيض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة بسبب «ظروف القوة القاهرة الناجمة عن اعتصامات تجمع حراك فزان».
وقال مهندسان بالحقل لرويترز إن الإنتاج ما زال عند مستوى 200 ألف برميل يومياً اليوم الثلاثاء.. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل نحو 300 ألف برميل يومياً.
ويقع حقل الشرارة في جنوب غرب ليبيا ويديره مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركات ريبسول الإسبانية وتوتال إنرجيز الفرنسية وأو إم في النمساوية وإكوينور النرويجية، وكان هدفاً متكرراً للمحتجين في البلاد.
وناشدت الأطراف المعنية «ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية ودعم جهود المؤسسة الرامية إلى استقرار الإنتاج وزيادته».
وأُغلق حقل الشرارة أيضاً في يناير كانون الثاني بسبب احتجاجات.
وواجه الإنتاج النفطي في ليبيا توقفات عديدة خلال عقد اتسم بالفوضى وشهد انقسام البلاد منذ 2014 بين حكومتين منفصلتين في الشرق والغرب في أعقاب الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في 2011.
حقل الشرارة
يقع حقل الشرارة الذي تديره شركة «أكاكوس» بالتعاون مع المؤسسة الوطنية وشركات «ريبسول» الإسبانية و«توتال» الفرنسية و«أو أم في» النمساوية و«ستات أويل» النرويجية، في مدينة أوباري التي تبعد نحو 900 كيلومتر جنوب طرابلس.
والشرارة هو أحد أكبر الحقول النفطية في ليبيا وينتج 315 ألف برميل يومياً من أصل 1,2 مليون برميل إنتاج البلاد الإجمالي، وفق المؤسسة.
ووُقّع عقد مصفاة الجنوب في مارس 2023 بين شركة «زلاف» التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط وشركة «هانيويل» للأعمال الهندسية ومقرها الولايات المتحدة.
وقالت زلاف في ذلك الوقت إن المشروع سينفذ على مرحلتين دون الكشف عن الجدول الزمني للعمل.
وتتوقع الشركة أن تتراوح كلفته بين 500 و600 مليون دولار.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق إن مصفاة الجنوب ستنتج غاز الطهي ووقود الطائرات ومنتجات أخرى منها 1.4 مليون لتر يومياً من البنزين و1.1 مليون لتر من الديزل في اليوم.
عمليات إغلاق متكررة
تكررت عمليات إغلاق الحقول والموانئ النفطية طوال السنوات الماضية، بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، عام 2011، بسبب احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية أو حتى نتيجة خلافات سياسية، وتسببت في خسائر تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار، بحسب البنك المركزي الليبي.
وفي يوليو الماضي، أوقف محتجون من رجال القبائل الإنتاج في حقول الشرارة والفيل و108 بسبب واقعة خطف وزير المالية السابق.
وفي 11 يناير الحالي، هدد متظاهرون بإغلاق منشأتين للنفط والغاز بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس.
إيرادات النفط الليبي
ويعتبر النفط عصب الاقتصاد في ليبيا، وتبلغ قيمة الإيرادات مليارات الدولارات سنوياً، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 7 ملايين نسمة.
وفي 7 يناير كانون الثاني الماضي، قال مصرف ليبيا المركزي إن إيرادات البلاد من النفط بلغت 99.1 مليار دينار ليبي (20.69 مليار دولار) في 2023 مقارنة بـ105.4 مليار دينار في 2022.
وتصدر ليبيا عادة معظم نفطها الخام (70% إلى 80%) إلى الدول الأوروبية، مع كون إيطاليا المستفيد الأول.
وزاد إنتاج ليبيا وصادراتها من الغاز الطبيعي بشكل كبير بعد عام 2003 مع تطوير مشروع غاز غرب ليبيا وفتح خط أنابيب «غرين ستريم» إلى إيطاليا.
وتعد إيطاليا حالياً المتلقي الوحيد لصادرات ليبيا من الغاز الطبيعي.