انطلق مهرجان كان السينمائي الدولي رسمياً مساء الثلاثاء، حيث سار المشاهير على السجادة الحمراء في مسرح لوميير الفخم لحضور حفل تكريم نجمة هوليوود ميريل ستريب قبل مشاهدة الفيلم الافتتاحي لهذا العام «ذا ساكند أكت» (الفصل الثاني).
ووجهت ستريب الشكر لكل من ساعدها خلال مسيرتها الفنية، التي شملت قائمة أفلام طويلة منها «الموت أصبح هي» و«ماما ميا!» و«المرأة الحديدية».
وقالت عن عرض موجز لأفلامها «الأمر يشبه النظر من نافذة قطار سريع».
كانت هذه ربما الفعالية الأبرز حتى الآن في المهرجان الذي جذب نحو 30 ألف زائر إلى المدينة الفرنسية، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
انطلق المهرجان بمشاركة 22 فيلماً في المسابقة الرسمية لفرصة الفوز بجائزة السعفة الذهبية التي تساوي 22 ألف دولار والمصنوعة من ذهب عيار 18، والتي يتفرغ لصنعها يدوياً سبعة أشخاص، ويستغرقون نحو أربعين ساعة عمل في ورشة قريبة من مدينة جنيف السويسرية.
بحسب موقع فرانس 24، يكلف تنظيم المهرجان نحو 22 مليون دولار ويأتي نصف التمويل من دافعي الضرائب الفرنسيين، والنصف الآخر من الشركات الراعية.
وأعلن الموقع عن المبلغ في 2019 ولم يتم الكشف عن كلفة المهرجان رسمياً منذ ذلك الحين.
لا توجد بيانات أو أبحاث حول مساهمة المهرجانات السينمائية في الاقتصاد العالمي، لكن حسب تقديرات الخبراء تبلغ إيرادات مهرجان كان السينمائي نحو 45 مليون دولار، وهذا مقارنة بـ18.6 مليون دولار يسجلها مهرجان صاندانس بالولايات المتحدة.
المهرجانات السينمائية مثل مهرجان كان تعمل مثل «الاقتصادات الصغيرة»، بالنسبة للمدن المضيفة الصغيرة إذ تضخ المهرجانات السينمائية وفورات في قطاع السياحة والضيافة.
فمثلاً، حضر ما لا يقل عن 122 ألف شخص مهرجان صاندانس في 2019 في ولاية يوتا الأميركية، إذ أنفق الزوار من خارج الدولة ما يقدر بنحو 149 مليون دولار، وأدى تخطيط وإنتاج فعاليات المهرجان إلى خلق 3052 فرصة عمل للمقيمين.
ويقول مايلز هانسن، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز التجارة العالمي بالولاية، «إن مهرجان صاندانس غالباً ما يكون من أول الأشياء التي يعرفها قادة الأعمال الدولية والحكومات عن ولاية يوتا».
حملة «مي تو» في كان
تراجعت الإثارة التي عادة ما تصل إلى ذروتها في ليلة افتتاح مهرجان كان السينمائي هذا العام بفعل شائعات عن احتمال إثارة حملة «مي تو» اتهامات ضد شخصيات سينمائية بارتكاب انتهاكات جنسية وإضراب محتمل للعاملين في المهرجان قد يتسبب في توقف المهرجان.
وهناك الكثير من الأفلام المرتقبة في عرضها الأول بالمهرجان، منها فيلم (ميجالوبوليس) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وفيلم (كايندز أوف كايندنس) الذي يجمع بين الممثلة إيما ستون والمخرج يورجوس لانثيموس.
وقال سكوت روكسبورو مدير المكتب الأوروبي لصحيفة هوليوود ريبورتر لرويترز يوم الاثنين «اقتران الإثارة بشأن الأفلام بالقلق المتعلق بعرقلة العروض وربما إثارة ادعاءات جنائية يصنع مزاجاً غريباً للغاية هذا العام».
وذكرت صحيفة لوفيجارو اليومية الفرنسية الأسبوع الماضي أن المنظمين أحضروا فريقاً لإدارة الأزمات للتعامل مع أي تداعيات محتملة للنشر المحتمل لأسماء 10 شخصيات في صناعة السينما متهَمين بالاعتداء الجنسي بالتزامن مع حفل الافتتاح.
وقال روكسبورو «عندما يتم كشف (هذه القائمة) في نهاية الأمر، من المحتمل أن ينفجر الوضع كأن قنبلة حقيقية قد ألقيت».
وذكرت صحيفة لوفيجارو أنه قد يتم استبعاد أفلام بعينها من جدول العرض أو قد يُطلب من بعض الموسومين بالاعتداء الجنسي عدم الظهور على البساط الأحمر، بناء على خطورة الاتهامات.
وهناك أيضاً إضراب محتمل للعاملين بعقود مؤقتة في المهرجان بسبب تغييرات مقترحة لقانون العمل الفرنسي.
وقال روكسبورو حول التأثير الذي يمكن أن يحدثه الإضراب على المهرجان «يمكننا أن نرى ما لم نشهده منذ عام 1968، قبل أن أولد، وهو أن يتوقف المهرجان بالفعل».
يستمر المهرجان لمدة 12 يوماً لينتهي في 25 مايو أيار بالإعلان عن فوز المخرج أو المخرجة بالسعفة الذهبية.