في خطوة تعكس التحولات المتسارعة التي يشهدها التمويل في منطقة الخليج، أعلنت شركة «سترايد فنتشرز»، المتخصصة عالمياً في التمويل الاستثماري عبر الديون، عن توسيع عملياتها في المملكة العربية السعودية، بافتتاح مكتب إقليمي جديد ومضاعفة حجم فريقها المحلي، مستفيدةً من النمو القياسي الذي يمر به هذا القطاع.
ويأتي هذا التوسع في سياق مساعي الرياض للتحول إلى واحدة من أكثر الوجهات جذباً لرأس المال والمواهب العالمية، بدعم من
رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وخلق بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال.
تصاعد تمويل الشركات عبر الديون
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تزامن إعلان «سترايد فنتشرز» مع إصدار النسخة الافتتاحية من «التقرير العالمي للتمويل عبر الديون 2025»، الذي أعدّته الشركة بالتعاون مع «كيرني» والذي كشف أن سوق التمويل الاستثماري بالدين في دول الخليج، بقيادة السعودية، سجّل نمواً سنوياً مركباً بنسبة 54% خلال السنوات الخمس الماضية، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المتوسط العالمي البالغ 14%.
ورفع هذا النمو الهائل حجم السوق في المنطقة من 60 مليون دولار عام 2020 إلى نحو 500 مليون دولار في 2024، ما يعكس التحول البنيوي في آليات تمويل الشركات الناشئة، خصوصاً تلك العاملة في مجالات التكنولوجيا، التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لطالما تحفّظت البنوك الخليجية على تمويل الشركات الناشئة في مراحلها الأولى، نظراً لاعتمادها على نماذج أعمال «خفيفة الأصول»، إلا أن التمويل الاستثماري عبر الديون جاء ليملأ هذه الفجوة، مقدماً خياراً يسد فجوة البنوك التقليدية ومرناً يدعم النمو السريع دون التنازل عن الملكية.
ومكّن هذا التحول شركات مثل «تابي» و«تمارا» من إبرام صفقات تمويل تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار، ما فتح الباب أمام قطاعات ناشئة مثل التكنولوجيا الصحية، وتقنيات المناخ، واللوجستيات لتسلك الطريق ذاته.
وقالت فريحة أنصاري جاويد، الشريكة في سترايد فنتشرز، في بيان الشركة الصحفي، إن المملكة ترسم ملامح مستقبل رأس المال الجريء والتمويل الخاص برؤية واضحة وعلى نطاق واسع، حيث نشهد اليوم جيلاً جديداً من المؤسسين الذين يدركون قيمة هذا النوع من التمويل، إلى جانب مجموعة طموحة من المستثمرين في المنطقة المستعدين لدعم هذا النمو.
ووفق البيان، فإن الشركة تخطط لضخ استثمارات بقيمة نصف مليار دولار في منطقة الخليج خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مستهدفة مضاعفة أصولها المدارة إقليمياً ثلاث مرات بحلول 2026.
وتدير الشركة حالياً محفظة استثمارية نشطة بقيمة 110 ملايين دولار في المنطقة، بمتوسط صفقة يبلغ 10 ملايين دولار لكل استثمار.
وقد شهد فريقها الإقليمي نمواً بنسبة 60% خلال عام، في إشارة واضحة إلى حجم الرهانات على الأسواق الخليجية.
سلطت جاويد الضوء على المبادرات الحكومية التي تدفع هذا التوجه، من بينها صندوق «جدا» التابع لصندوق الاستثمارات العامة، والذي يدير أصولاً تفوق 1.7 مليار دولار، بالإضافة إلى شراكات مع مديري أصول عالميين مثل غولدمان ساكس وفرانكلين تمبلتونو.
يذكر أن الشركة تأسست في عام 2019، وقدمت حتى اليوم أكثر من مليار دولار من التمويل الاستثماري بالدين إلى 180 شركة حول العالم، من بينها 17 شركة مصنفة ضمن يونيكورن.
ومع توسعها الإقليمي، ترسّخ الشركة موقعها كلاعب محوري في تمويل الابتكار وريادة الأعمال في الشرق الأوسط.