وزير اقتصاد أذربيجان: أنهينا مفاوضات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الإمارات

أكد وزير الاقتصاد الأذربيجاني، ميكاييل جباروف، أن بلاده أنهت مفاوضات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحاً أن الاتفاقية جاهزة للتوقيع وتنتظر فقط اللحظة السياسية المناسبة.

وقال في مقابلة حصرية مع CNN الاقتصادية، على هامش الاجتماع السنوي لصندوق أوبك في فيينا 2025، إن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ في نهاية عام 2025 أو بداية عام 2026، بمجرد المصادقة عليها من الجانبين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وأضاف جباروف «الاتفاقية ستُشكّل دفعة كبيرة لتدفق التجارة والاستثمارات بين البلدين، وتُعد تتويجاً للعلاقات المتنامية بين أبوظبي وباكو».

شراكة استراتيجية تتجاوز الطاقة

تشهد العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان والإمارات توسعاً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، لتتحوّل من شراكة تركز على الطاقة إلى تعاون متعدد القطاعات، وأوضح جباروف أن العلاقة ترتكز على «الثقة السياسية، والصداقة الشخصية بين قيادتي البلدين، والتكامل في الرؤية الاقتصادية».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في قطاع الطاقة، تعمل الإمارات عبر شركات مثل «مصدر» و«أدنوك» على تطوير مشاريع في أذربيجان، أبرزها حقل غاز بحري ضخم في بحر قزوين. ويُتوقع أن يصل إنتاج هذا الحقل إلى 5 مليارات متر مكعب سنوياً بحلول عام 2028، ما يعزز مكانة أذربيجان كمصدر موثوق للطاقة في المنطقة.

استثمارات إماراتية أوسع ونطاق إقليمي مشترك

لا يقتصر التعاون على الطاقة فقط، بل يمتد إلى قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، العقارات، النقل، والخدمات المصرفية الرقمية. وتشارك شركات إماراتية رائدة مثل ADQ، IHC، موانئ أبوظبي، وموانئ دبي في مشاريع استثمارية داخل أذربيجان، كما أن هناك اهتماماً متزايداً من الجانبين بالتوسع في دول ثالثة، خصوصاً في آسيا الوسطى والخليج.

وفي هذا السياق، أنشأ البلدان صندوقاً استثمارياً مشتركاً بقيمة مليار دولار لتمويل مشاريع استراتيجية، سواء في الداخل أو في أسواق إقليمية مختارة.

نمو غير نفطي يعكس تنويعاً اقتصادياً فعلياً

في معرض حديثه عن أداء الاقتصاد المحلي، أشار جباروف إلى أن القطاع غير النفطي في أذربيجان حقق نمواً بنسبة 6 في المئة في عام 2024، مدفوعاً بتوسع النشاط الصناعي، وتحسين البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار في قطاعات مثل الزراعة، السياحة، وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد أن هذا النمو يأتي في سياق جهود الحكومة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، وهو ما انعكس على هيكل الإيرادات الحكومية، حيث أصبحت أكثر من 80 في المئة من العائدات الضريبية تأتي من القطاع الخاص.

حرب إيران - إسرائيل وتأثيرها على أذربيجان

وفي رده على سؤال حول تأثير اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل قبل أسبوع فقط وما تبعها من تقلبات في أسعار الطاقة العالمية، أوضح الوزير أن أذربيجان لا تُغيّر خططها الاقتصادية بناءً على تطورات قصيرة الأجل.

وقال «نحن دولة منتجة للطاقة ولسنا مضاربين، نفضل الأسواق المستقرة على الطفرات السعرية المؤقتة».

وشدد على أن الخطط الاقتصادية الكبرى، بما فيها برامج إعادة الإعمار في المناطق المحررة، والإنفاق على البنية التحتية، لا تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات المفاجئة في السوق، وأشار إلى أن بلاده تحافظ على استقرار مالي وموقف اقتصادي قوي، مع احتياطيات كبيرة بالعملة الأجنبية، ما يوفّر هامش أمان في وجه الأزمات.