يبدو أن ملهمة الفنان الإسباني بيكاسو ستكون على موعد مع التاريخ مجدداً، عندما تباع لوحتها التي تحمل عنوان «امرأة مع الساعة» المعروفة بالفرنسية باسم «فيم أه لا مونتر» بما يتجاوز 120 مليون دولار، وفقاً لدار «سوذبيز» للمزادات.
تتصدر اللوحة الزيتية حدثاً يستمر على مدار يومين في «سوذبيز» في نيويورك بالولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، عندما تُطرح مجموعة إميلي فيشر لاندو البالغة 120 لوحة للبيع.
رحل جامع الفن المعاصر المشهور عالمياً، فيشر لاندو، في وقت سابق من العام الجاري عن عمر يناهز 102 عام، ومن المتوقع أن تباع المجموعة، التي تضم أيضاً أعمال مارك روثكو و آندي وارهول وويليم دي كونينغ وجورجيا أوكيف، بأكثر من 400 مليون دولار بشكل عام.
بدأت شركة فيشر لاندو في التحصيل بشكل جدي بعد تلقيها مدفوعات التأمين في أعقاب عملية سطو مسلح على مجوهراتها في منزلها بنيويورك عام 1969.
لوحة «امرأة مع الساعة»
تصور اللوحة التي تبلغ أبعادها 130 × 96.5 سنتيمتر، ملهمة بيكاسو ماري تيريز والتر، التي ظهرت في العديد من أعماله.
تعود اللوحة إلى عام 1932، وهي واحدة من أكثر السنوات غزارة في مسيرة الفنان الإسباني، ووفقاً لدار المزادات فاللوحة كانت موضوع معرض كامل نظمه متحف بيكاسو في باريس وتيت مودرن في لندن عام 2018.
من جهته، قال رئيس قسم الفن الانطباعي والحديث في الأميركتين في «سوذبيز»، جوليان دوز، «إن لوحة (امرأة مع الساعة) تحفة فنية بكل المقاييس، إذ رُسمت في العام المعجزة لبيكاسو 1932، كما تمتاز بألوانها الأساسية الجريئة التي تظهر على قماش يبلغ طوله خمسة أقدام».
أصبحت صور بيكاسو لوالتر مطلوبة للغاية، مع أعماله الأخرى عام 1932 مثل «امرأة تجلس بالقرب من النافذة (ماري تيريز)»، التي بيعت مقابل 103.41 مليون دولار في 2021.
التقى بيكاسو ملهمته والتر لأول مرة في باريس عام 1927 عندما كان عمرها 17 عاماً، وكان متزوجاً من راقصة الباليه الروسية الأوكرانية أولغا خوخلوفا.
لكن والتر غدت مصدراً لإلهامه في العديد من لوحاته ومنحوتاته، ليعرض أعماله في معرض استعادي بغاليري جورج بيتي في باريس، وسرعان ما أنهى زواجه، ومن ثم رسم لوحة «امرأة مع الساعة».
ووفقاً لدار «سوذبيز» فإن «الشعور بالتحرر من إخفاء الأسرار المتعلقة بعلاقته قد امتد إلى هذه اللوحة القماشية غير العادية، فأطلق العنان الكامل للرسم على الحريات المكتشفة حديثاً، ليغمر اللوحة بألوان أساسية قوية وأشكال جميلة، دون أن يغفل الاهتمام الدقيق بكل التفاصيل الصغيرة، ما يخلق تركيبة شديدة التعقيد ومتناغمة للغاية».
في العام الماضي، بيعت لوحة بيكاسو الأكثر غرابة لوالتر، والتي تظهر فيها كمخلوق بحري ذي مجسات، مقابل 67.5 مليون دولار في دار «سوذبيز» للمزادات.
كما بيعت لوحته «نساء الجزائر» المعروفة بالفرنسية باسم «ليه فيم دي ألجير» في مايو 2015، في دار «كريستي» للمزادات في نيويورك بمبلغ 179.4 مليون دولار، وكان حينذاك أعلى سعر يُدفع مقابل عمل فني في مزاد علني.