{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

شهدت السياسة النقدية في اليابان تحولاً مهماً تحت قيادة كازا أويدا، محافظ بنك اليابان، إذ رفع البنك المركزي أسعار الفائدة يوم الجمعة إلى أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، في خطوة تعكس ثقته في استقرار التضخم حول هدف 2% مع استمرار نمو الأجور.

لكن مسيرة أويدا ليست مجرد تغييرات تقنية في أسعار الفائدة، بل تعكس تحولًا في فلسفة بنك اليابان، الذي ظل لفترة طويلة يتمسك بسياسات التحفيز الاقتصادي.. فمن هو كازا أويدا؟ وما النهج الذي يتبعه في رسم ملامح المرحلة المقبلة للسياسة النقدية اليابانية؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

أويدا.. من مقاعد الجامعة إلى قيادة الاقتصاد

كازا أويدا هو أكاديمي بارز وخبير في السياسة النقدية، إذ حصل على دكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 1980.

بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة كولومبيا البريطانية ثم انتقل إلى اليابان، وهناك شغل عدة مناصب في جامعة طوكيو حتى أصبح عميد كلية الاقتصاد.

عُيّن كازو عضواً في مجلس السياسة النقدية لبنك اليابان بين 1998 و2005، ثم شغل مناصب أكاديمية وإدارية أخرى، قبل أن يعود في أبريل نيسان 2023 محافظاً للبنك المركزي الياباني، ليبدأ مرحلة جديدة في تاريخ السياسة النقدية للبلاد.

السياسة النقدية.. بين التيسير والتشديد

تولّى أويدا قيادة البنك بعد هاروهيكو كورودا، الذي تبنّى سياسة نقدية تيسيرية لعقد كامل، بهدف مكافحة الانكماش وتحفيز النمو الاقتصادي.

ورغم أن أويدا أكد في بداية ولايته أن التيسير النقدي يجب أن يستمر، فإنه لم يستبعد مراجعة هذه السياسة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية، وبدأ رفع أسعار الفائدة في مارس آذار 2024، ثم في يوليو تموز 2024.

وفي آخر اجتماع له في يناير كانون الثاني 2025، قرر بنك اليابان رفع سعر الفائدة الأساسي للمرة الثالثة منذ تولي أويدا المنصب لتصل إلى 0.5 في المئة، وهو أعلى مستوى في 17 عاماً.

وأوضح أن القرار جاء نتيجة تحسن الأوضاع الاقتصادية وزيادة الثقة في استدامة التضخم، مؤكداً أن رفع الفائدة سيستمر تدريجياً وفقاً لتطور الاقتصاد والأسعار.

إرث «آبينوميكس» ومستقبل السياسة النقدية

على عكس المحافظين السابقين، لا يُنظر إلى أويدا على أنه مرتبط بشكل وثيق بسياسات «آبينوميكس»، التي اعتمدت على التحفيز النقدي والمالي المكثف في عهد رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.

ورغم دعمه للتيسير النقدي، فإن مسار بنك اليابان لا يزال محفوفاً بالتحديات، إذ تظل حالة عدم اليقين قائمة بشأن تأثير السياسات التجارية للولايات المتحدة، خاصة مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية أعلى.

وفي هذا الصدد، أكد أويدا أن البنك سيراقب المستجدات العالمية عن كثب لاتخاذ القرارات المناسبة في المستقبل، مشيراً في عدة مناسبات إلى ضرورة مراجعة السياسات الاستثنائية في الوقت المناسب.

ولم يحدد أويدا جدولاً زمنياً واضحاً لرفع الفائدة في المستقبل، لكنه أكد أن هناك مجالاً لزيادة تكاليف الاقتراض قبل الوصول إلى مستويات محايدة للاقتصاد.

ويرى المحللون أن الأسواق تتوقع رفعاً إضافياً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، اعتماداً على تطورات التضخم ونمو الأجور.

ويبدو أن بنك اليابان يسير نحو نهج أكثر توازناً بين دعم النمو وكبح التضخم، ما يجعل فترة أويدا في المنصب محورية في إعادة تشكيل السياسة النقدية لثالث أكبر اقتصاد في العالم.