الصين تواجه عراقيل لإنعاش سوق الأسهم المتعثرة

موظفون يخفضون العلم الوطني الصيني أمام شاشات تعرض المؤشر وأسعار الأسهم خارج ساحة البورصة في هونغ كونغ، الصين، 18 أغسطس 2023. رويترز
الصين تواجه عراقيل لإنعاش سوق الأسهم المتعثرة
موظفون يخفضون العلم الوطني الصيني أمام شاشات تعرض المؤشر وأسعار الأسهم خارج ساحة البورصة في هونغ كونغ، الصين، 18 أغسطس 2023. رويترز

وجهت الصين مؤسساتها المالية الكبرى للمساعدة في إحياء وإعادة التوازن لسوق الأسهم المتعثرة، ولكن المحللين يشككون في قدرة هذه الجهود على تحفيز التعافي.

لقد سلكت بكين هذا الطريق من قبل وحققت بعض النجاح، ولكن الآن الوضع مختلف، فقد دخل ثاني أكبر اقتصاد في العالم في حلقة مُفرغة، حيث يتغذى سوق الأسهم والاقتصاد الضعيف بعضهما على البعض، ما يعوق الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار الخاص.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

انخفض مؤشر CSI 300 القياسي بنسبة 1 في المئة مقارنةً بأسعار اللحظة نفسها منذ سنة، وبشكل عام خسر أولئك الذين بدؤوا في الاستثمار بعد تعافي الاقتصاد الصيني من الوباء، قبل عامين، 9 في المئة من قيمة استثماراتهم في الأسهم الصينية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في سعيه إلى إيجاد حل، اتجه الحزب الشيوعي إلى استخدام أموال الدولة لدعم أسواق المال وطلب من شركات التأمين الحكومية وصناديق الاستثمار المشتركة ضخ مليارات الدولارات في سوق الأسهم.

قال فرانسيس تان، كبير الاستراتيجيين في أسواق آسيا في سي. إيه. إندوسيوز «أتفهم سبب قيامهم بذلك، إذا تمكنت من رفع أسعار الأسهم، فسترتفع الثقة في الاقتصاد، وعندما ترتفع الثقة سيكون هناك طلب اقتصادي حقيقي وبعد ذلك سنرى نمواً اقتصادياً، هذا يخلق حلقة دائرية من النمو».

يحتاج ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشدة إلى تحفيز المشاعر الإيجابية مع تباطؤ النمو الاقتصادي، وانخفاض قيمة العقارات، ومشكلات الديون الحكومية، ومؤخراً حرب تجارية جديدة مع الولايات المتحدة.


كبار المستثمرين

روج المنظمون لفكرة جذب المزيد من المستثمرين المهتمين بالاستثمارات طويلة الأجل إلى سوق الأسهم التي تهيمن عليها المحافظ الصغيرة لأكثر من عقد من الزمان.

قال رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، وو تشينغ، إن شركات التأمين الحكومية الكبرى ستستثمر 30 في المئة من أقساط وثائقها الجديدة في الأسهم المدرجة في الصين وصناديق الاستثمار المشترك لزيادة حيازات الأسهم بنسبة 10 في المئة سنوياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

ويتوقع وو أيضاً أن تقوم شركات التأمين بتوجيه ما لا يقل عن 100 مليار يوان (13.8 مليار دولار) إلى الأسهم في النصف الأول من هذا العام.

وتسارع صناديق الاستثمار المشترك إلى إطلاق المزيد من عروض الاستثمار في الأسهم للامتثال لهذا التوجيه، ووفقاً لمزود البيانات، إيست موني إنفورميشن، فإن أكثر من 100 صندوق أسهم يتم تسويقها أو هي حالياً في مرحلة البيع للمستثمرين.

ومن المتوقع أن تجتذب الصناديق الجديدة ما لا يقل عن تريليون يوان (138.1 مليار دولار) من شركات التأمين وصناديق الاستثمار.

وهذا ليس مبلغاً كبيراً لسوق تبلغ قيمته 12 تريليون دولار.


التوازن

لم تحفز التدابير الجديدة بعد السوق، ولكن المهم أنها ستجتذب المزيد من المستثمرين المحترفين الذين يستطيعون منح الاستقرار للسوق ويمنعون أي انهيار من الحدوث.

بعد أربع سنوات من الهبوط، يُتداول مؤشر CSI 300 عند المستوى نفسه الذي كان عليه منذ عقد من الزمان، وبالقيمة الإجمالية نفسها للسوق في عام 2015، في سوق تهيمن عليه الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة التي يفضلها المستثمرون الأفراد والتي تعاني من المضاربات.

يعتقد سات دوهرا، مدير المحفظة في جانوس هندرسون، أن الصين بحاجة إلى معالجة القضايا الاقتصادية الكلية الأساسية حتى يكون لهذه الجهود تأثير دائم.

وقال «إذا عدت إلى التاريخ ونظرت إلى ما كان مهماً لدفع الاستهلاك في الصين، سترى أنه كان دخل الأسرة والتوظيف، لا سوق الأسهم ولا أسعار الفائدة».

على مستوى التداول اليومي يُشكل الأفراد 70 في المئة من حجم التداول، بينما تستحوذ المؤسسات على 30 في المئة فقط، وفقاً لشركة هواكسي للأوراق المالية.

يقول دونغ باوزين، رئيس مجلس إدارة شركة إدارة الأصول لينجتونج شنغتاي ومقرها بكين، إن هذه التدابير هي «مخرج» لسوق الأسهم الهشة.

وقال إن «تقلب السوق الصيني بين الطفرات والكساد بشكل دوري على مدى العقود الثلاثة الماضية كان نتيجة للقوة التي استقرت في الأيدي الخطأ، لذا فإن الحكومة لديها إرادة سياسية قوية لاستعادة هذه القوة من المضاربين».

ويعتقد أن نهج العصا والجزرة الذي تنتهجه بكين من شأنه أن يعزز نفوذ شركات التأمين التي تتجنب المخاطر والتي لا تحظى بالقدر الكافي من التمثيل في السوق حالياً، ما قد يفيد الأسهم ذات العائدات المرتفعة، مثل البنوك.

وقد قفزت استثمارات شركات التأمين في الأسهم بالفعل بمقدار الثلث على مدى الأشهر الأربعة الماضية إلى 4.4 تريليون يوان تحت ضغط الحكومة، مقابل نحو 7 تريليونات يوان من حيازات الأسهم التي تمتلكها صناديق الاستثمار المشترك.

مع ذلك يشكك بعض المحللين في حكمة المراهنة على المدى الطويل على اقتصاد بطيء يواجه انكماشاً مستمراً، وسكاناً متقدمين في السن، وتوترات جيوسياسية.

قال تشانغ جيانان، وهو مستثمر في سوق المال «القضية الأساسية هي بيئة السوق، الأموال العامة وأقساط التأمين هي بمثابة نوعين مختلفين من الورود، إذا قمت بغرس أي نوع منهما في تربة جيدة سوف تنمو، ولكن إذا غرستها في حفرة قذرة فسوف تموت جميعها».