تطوّر لافت.. أميركا تسجل أول عملة مستقرة كأوراق مالية

موافقة أميركية على أول عملة مستقرة

تطوّرٌ لافت في عالم العملات المستقرة، وبشكل لا يشبه أسلوب العملات المستقرة المشفرة مثل «تيثر» وغيرها، تم اليوم بإمضاء هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

الجديد بالقرار أنه يأتي متوافقاً تماماً مع ما كانت الإدارة السابقة بقيادة غاري جينسلر ومناصري فكرة اعتبار العملات المشفرة «أوراقاً مالية»، فعلى عكس العملات المستقرة المدعومة بالخوارزميات أو العملات المشفرة -والتي لطالما وصفت بأنها تعمل في حالة من عدم اليقين التنظيمي- تم تسجيل «واي إل دي إس» رسمياً كأوراق مالية لدى اللجنة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

يتشابه هذا التصنيف كأوراق مالية، مع الأسهم والسندات، ما يضمن الامتثال للوائح المالية الأميركية بشكل تام.

وقد جاءت الموافقة الأميركية على عملة «YLDS» على اعتبارها مدعومة بالأصول نفسها التي تحتفظ بها صناديق سوق المال الرئيسية، وهذا يضمن الاستقرار والموثوقية مع تقديم عائد يعكس الأدوات المالية التقليدية كما ذكرت الهيئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

بمّ تختلف «واي إل دي إس» عن غيرها؟

أولاً وفي ما يخص الفائدة، سيجري استحقاق الفائدة اليومية على أساس دفعها بمعدل التمويل المضمون بين عشية وضحاها، ناقص 0.50 في المئة، على غرار صناديق سوق المال الرئيسية.

أما التحويلات فستكون بالطبع من نظير إلى نظير ما سيتيح للمستخدمين تداول العملة بشكل مباشر دون وسطاء.

وسيكون التداول والاسترداد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومتاحاً للمعاملات بالدولار الأميركي والعملات المستقرة الأخرى في أي وقت، مع وجود منافذ للعملات الورقية خلال ساعات العمل المصرفي في الولايات المتحدة.

إضافة إلى ذلك، سيتم دفع الفائدة المكتسبة من «واي إي دي إس» شهرياً بالدولار الأميركي أو برموز العملة ذاتها، ما يمنح المستخدمين المرونة في إدارة أصولهم.

تحول كبير في تنظيم العملات المستقرة

وصف مايك كاغني، الرئيس التنفيذي لشركة «فيغور ماركتس» التي تتبنى عملة «واي إل دي إس» بأنها «لعبة تحويلية في القطاع المالي»، مضيفاً حسب ما نقل عنه موقع «كوين ماركت كاب» أنها يمكن أن تعيد تشكيل المدفوعات عبر الحدود، والضمانات المتبادلة، وشبكات الدفع التقليدية.

ويذكر أن عملية موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات على «واي إل دي إس» بدأت منذ أكثر من عام، ما يشير إلى تحول محتمل في لوائح العملات المستقرة، مع تزايد شعبية العملات المستقرة التي تبلغ قيمتها أكثر من 230 مليار دولار بتاريخ 21 فبراير شباط 2025، أكبرها عملة تيثر بقيمة سوقية قدرها 142.2 مليار دولار.

مستقبل العملات المستقرة المنظمة

مع موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على «واي إل دي إس»، يتوقع الخبراء ظهور المزيد من العملات المستقرة ذات العائد في أطر مماثلة، ومع ذلك، قد تستغرق الموافقات التنظيمية من ستة إلى اثني عشر شهراً للوافدين الجدد.

وفي الوقت نفسه، يولي صناع السياسات في الولايات المتحدة اهتماماً أكبر للعملات المستقرة، وقد سلط الأمر التنفيذي الأخير الذي أصدرته إدارة ترامب بشأن الأصول الرقمية الضوء على نمو العملات المستقرة، في حين يواصل الكونغرس العمل على إطار تنظيمي رسمي.

كما تجدر الإشارة إلى أن مؤسسات كبرى مثل «باي بال» و«بيت غو» و«ريبل» سبق أن أبدت اهتمامها بالعملات المستقرة، ما يشير إلى المزيد من التبني المؤسسي للأدوات المالية القائمة على تقنية البلوك تشين، وهو أمر قد يعود بالنفع على سوق العملات المشفرة بشكل عام.

من جهة أخرى، تنظر المؤسسات المالية الكبرى مثل «ويلز فارغو» و«جي بي مورغان» إلى العملات المستقرة كحل فعال لتسوية المدفوعات الدولية، نظراً لأن المعاملات بها ستكون أقل تكلفة من جهة وأكثر كفاءة من جهة أخرى.

وهذا الأمر لا يقتصر على الصعيد المؤسساتي فقط، بل حتى على الصعيد الدولي، تم استخدام العملة المستقرة تيثر مؤخراً في نقل ملايين الدولارات من القيمة عبر الحدود بين الصين وروسيا، حسب ما تشير إليه بيانات موقع «هيديرا».