أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، عن إطلاق احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية، ليشمل ثلاث عملات رئيسية، الريبل XRP، وسولانا SOL، وكاردانو، ما أدى إلى ارتفاع قيمتها بشكل ملحوظ في الأسواق، تزامناً مع قفزة في عملة البيتكوين والإيثيريوم. وأكد ترامب، عبر حسابه على منصة «تروث سوشيال»، أن هذا الاحتياطي يأتي تنفيذاً للأمر التنفيذي الذي أصدره في يناير كانون الثاني 2025 بشأن الأصول الرقمية، والذي وجه من خلاله «مجموعة العمل الرئاسية» للمضي قدماً في بناء احتياطي رقمي استراتيجي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي منشور لاحق، أوضح ترامب أن عملتَي «بيتكوين» و«إيثيريوم» ستكونان أيضاً ضمن هذا الاحتياطي، وعلق قائلاً «وبالطبع، ستكون بيتكوين وإيثيريوم، إلى جانب العملات الرقمية الأخرى القيمة، في قلب الاحتياطي، أنا أيضاً أحب البيتكوين والإيثيريوم!».
وتهدف هذه الخطوة، بحسب ترامب، إلى جعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات الرقمية في العالم»، في إطار مساعيه لدعم صناعة التشفير بعد سنوات من «الهجمات الفاسدة» التي قال إن إدارة الرئيس السابق جو بايدن شنتها على هذا القطاع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تأتي هذه الخطوة قبيل القمة الرقمية الأولى التي يعقدها البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل، وسط انقسام بين المحللين حول الآليات القانونية لتمويل وإنشاء هذا الاحتياطي، وما إذا كان سيتطلب موافقة الكونغرس أو يمكن تأسيسه عبر صندوق استقرار الصرف التابع لوزارة الخزانة الأميركية.
ارتفاع الأسعار وسط تفاؤل المستثمرين
شهدت العملات الرقمية الخمسة قفزة في قيمتها، إذ عادت عملة البيتكوين للتداول أعلى مستويات 91 ألف دولار، مسجلة ارتفاعاً بأكثر من سبعة في المئة.
كما قفزت كاردانو بأكثر من 54 في المئة عقب قرار ترامب، بينما ارتفعت ريبل بنسبة 25 في المئة، وسولانا بقيمة تجاوزت 14 في المئة.
وعلى خلفية هذه الارتفاعات، بلغت مكاسب سوق
العملات المشفرة نحو 260 مليار دولار خلال ساعة واحدة، فيما قفزت القيمة السوقية فوق 3 تريليونات دولار مرة أخرى.
ويرى محللون لدى وكالة رويترز أن هذا الإعلان أعطى دفعة إيجابية للسوق، التي تعرضت لهبوط حاد خلال الأسابيع الماضية وسط مخاوف من تشديد السياسات النقدية الأميركية.
هل تصبح الولايات المتحدة قوة رقمية رائدة؟
يعود الحديث عن الاحتياطي الاستراتيجي للعملات الرقمية إلى يوليو تموز 2024، حين كشف ترامب لأول مرة عن خططه لبناء مخزون وطني من البيتكوين، مشيراً إلى أنه قد يكون «نقطة انطلاق» لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في هذا القطاع.
ومع ذلك، لم يتم توضيح التفاصيل القانونية والتمويلية لعملية إنشاء هذا الاحتياطي حتى الآن، ولكن هناك عدة سيناريوهات محتملة، منها شراء العملات الرقمية من الأسواق مباشرة عبر المنصات المختلفة.
كما يمكن الاستحواذ على الأصول الرقمية المصادرة من قضايا الجرائم المالية، والتي يُقدَّر حجمها بنحو 200 ألف بيتكوين بقيمة تقارب 21 مليار دولار، فضلاً عن استخدام صندوق استقرار الصرف التابع لوزارة الخزانة، وهو ما يمكن أن يتم بأمر تنفيذي رئاسي، لكن البعض يرى أنه قد يتطلب موافقة الكونغرس.
وفي تعليقه على الخطوة، قال محمد عبد المطلب، المدير الشريك في شركة XPay، في تعليقات سابقة لـ«CNN الاقتصادية»، «هذه خطوة جريئة، إذ لا يوجد احتياطي استراتيجي رسمي من العملات المشفرة لدى أي دولة باستثناء السلفادور، كما أن معظم الدول لم تحسم موقفها بعد من تصنيف العملات المشفرة كأصول احتياطية».
احتياطي رقمي أم مقامرة اقتصادية؟
يعتقد داعمو القرار أن إنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية سيمنح الاقتصاد الأميركي مرونة في مواجهة التضخم، وسيجعل البلاد في موقع القيادة في سوق العملات المشفرة، كما أشار بعض الخبراء إلى أن هذا المخزون قد يُستخدم مستقبلاً كأداة مالية لدعم قيمة الدولار وتقليل الديون الوطنية.
في المقابل، يرى المنتقدون أن العملات المشفرة، رغم انتشارها، لا تزال أصولاً شديدة التقلب، وقد يكون من الخطير اعتمادها كاحتياطي استراتيجي، خاصة أن العديد من الحكومات لا تزال تفرض قيوداً على استخدامها.
في النهاية، يطرح قرار ترامب تساؤلات كبيرة حول مستقبل العملات الرقمية في الاقتصاد الأميركي، وبينما يراه البعض فرصة لتعزيز الابتكار، يخشى آخرون من تداعياته غير المتوقعة على الأسواق المالية العالمية.