لمنافسة الصين.. ترامب يتطلع إلى السيطرة على بنما وغرينلاند

لمنافسة الصين.. ترامب يتطلع إلى السيطرة على بنما وغرينلاند (شترستوك)
لمنافسة الصين.. ترامب يتطلع إلى السيطرة على بنما وغرينلاند
لمنافسة الصين.. ترامب يتطلع إلى السيطرة على بنما وغرينلاند (شترستوك)


طمعاً في السيادة البحرية، يتطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السيطرة على قناة بنما وجزيرة غرينلاند، إذ لم يعد كافياً للرئيس امتلاك أفضل بحرية في العالم لضمان تفوقها ومنافستها للصين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قال ترامب أمام الكونغرس الأسبوع الماضي "سنعمل على إحياء صناعة بناء السفن الأميركية، والتجارية والعسكرية على حد سواء".

ونظراً لكون قناة بنما تمثل شرياناً حيوياً للاقتصاد الأميركي، أكد رغبته في وضع اليد مجدداً على إدارتها متهماً الصين بالهيمنة عليها، وقال إنه يريد ضم غرينلاند الاستراتيجية، أكبر جزر القطب الشمالي "بطريقة أو بأخرى".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

كما أكد نيته لفرض ضرائب على السفن الصينية التي تصل بأعداد كبيرة إلى الموانئ الأميركية.

طموح غير مؤكد تحقيقه

وبعيداً عن الضجة الإعلامية والدبلوماسية، يبدو أن تحقيق هذه المقترحات غير مؤكد، فمع تزايد النزاعات والتوترات في المحيطات وتوسيع الصين لنفوذها، أصبحت السيادة البحرية الأميركية مهددة ولم تعد السفن "الرمادية" التابعة للبحرية الأميركية كافية لحمايتها.

وقال أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والإستراتيجية في كلية "كينغز كوليدج" اللندنية إنه "من الصعب معرفة ما إذا كان هذا نتيجة تفكير استراتيجي حقيقي أم أن ترامب يوجهه إلى ناخبيه".

وأضاف "ولكن الأمر سواء في نهاية المطاف: العمل على خدمة مصالح ناخبيه المؤيدين لشعار لنجعل أميركا عظيمة من جديد من خلال استئناف بناء السفن أو فرض ضرائب على السفن الصينية، يصب في مصلحة السيادة البحرية".

الصين تزداد قوة بحرية

أثناء انعقاد معرض باريس البحري في فبراير شباط، أشار نيك تشايلدز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى التقدم السريع الذي أحرزته الصين خارج نطاق البحرية العسكرية، وذلك من خلال الهيمنة على بناء السفن والاستثمار في الموانئ الكبرى، والمنشآت البحرية أو تجهيز أسطول الصيد بمعدات عسكرية.

ويثير نمو الشركات البحرية الصينية التي يُنظر إليها على أنها تابعة للنظام الشيوعي، قلق واشنطن.

وتشكل سيطرة بكين الاقتصادية على عمليات الموانئ الواقعة في نقاط اختناقات استراتيجية في جميع أنحاء العالم تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها، بحسب ما ذكرته مؤسسة جيمستاون.

وأشارت إلى شركتين حكوميتين هما كوسكو وموانئ الصين القابضة، والشركة الخاصة هاتشيسون القابضة التي تدير ميناءين في قناة بنما، ويمكن لبكين أيضاً أن تمارس عليها نفوذاً كبيراً، وكانت قد تعرضت الأخيرة لضغوط أميركية.

وبرر ترامب مهاجمته للقناة بسبب مشاركة الصين في إدارتها، وتخطط إدارته لفرض ضرائب على السفن الصينية القادمة إلى الولايات المتحدة، لكن آليتها لا تزال مبهمة.

وفي كل الأحوال، يبدو أن التهديدات الأميركية تؤتي ثمارها جزئياً، إذ أعلنت شركة هاتشيسون في مطلع مارس آذار، موافقتها على بيع موانئها في قناة بنما إلى تحالف شركات أميركية.

نقاط ضعف أميركية

وإذ لا تزال الولايات المتحدة تهيمن اليوم على البحار عسكرياً، لكنها تعاني من بعض نقاط الضعف، لقد تراجعت شركات الشحن الأميركية إلى حد كبير، وما تبقى من أسطولها التجاري يتهالك، ما يؤثر على قدرة أسطولها الاستراتيجي، كما أن قطاع بناء السفن يواجه أزمة.

أشار بول توريه، مدير المعهد العالي للدراسات البحرية في نانت بفرنسا إلى أنه ما من طريقة تجعل الولايات المتحدة قادرة على بناء السفن بسرعة.

واعتبر باتالانو "أن المشكلة التي تواجه صناعة السفن الأميركية تكمن في عدم تمتعها بخبرة الشركات اليابانية والكورية، كما أنها لا تمتلك القدرات الهائلة للشركات الصينية التي تبني السفن بسهولة".

وتندرج حالتا غرينلاند وكندا اللتان يريد ترامب الاستحواذ عليهما ضمن هذا المنظور البحري، وسط تطلع الصينيين والروس أيضاً إلى القطب الشمالي.

وأوضح باتالانو: "ستصبح منطقة القطب الشمالي الأكثر أهمية لبسط القوة، وخاصة بالنسبة للغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية، وهو عنصر أساسي في الردع".

قالت صوفي كوينتين، الباحثة في الجغرافيا السياسية البحرية في جامعة بورتسموث البريطانية: "لكن الولايات المتحدة تتخلف عن الركب، ففي حين تستطيع الصين نشر ثلاث كاسحات جليد، يواجه خفر السواحل الأميركي صعوبة من أجل إبقاء سفينتيه المتهالكتين في البحر".

وبشكل عام، ذكرت مؤسسة "راند" البحثية في 2023 أنه لا يوجد ما يكفي من الموارد القادرة على العمل في المناطق القطبية والأفراد المدربين لضمان وجود مستدام على نطاق كافٍ في جميع أنحاء المنطقة.