دعت كولومبيا التي يقودها الرئيس غوستافو بيترو، وهو أحد أبرز المنتقدين للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد المخدرات، الأمم المتحدة، يوم الاثنين، إلى إزالة ورقة الكوكا –المكوّن الأساسي لمخدر الكوكايين– من قائمة المواد الضارة.
وتُعدُّ كولومبيا المنتج الرئيسي للكوكايين في العالم، حيث تسيطر عصابات المخدرات والجماعات المسلحة على جزء كبير من إنتاجه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفقاً للأمم المتحدة، شهدت كولومبيا في عام 2023 ارتفاعاً قياسياً في زراعة أوراق الكوكا وإنتاج الكوكايين، حيث قفز الإنتاج بنسبة 53% من 1,738 طناً إلى 2,600 طن، وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للكوكايين عالمياً.
ولا تُستخدم أوراق الكوكا فقط في تصنيع الكوكايين، بل تُستهلك أيضاً كمُنشّط عبر المضغ في دول مثل كولومبيا وبيرو وبوليفيا والإكوادور، كما يتم تحضيرها كمشروب يُعتقد أنه يساعد في مقاومة داء المرتفعات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وخلال كلمتها أمام لجنة الأمم المتحدة للمخدرات في فيينا، أكدت وزيرة الخارجية الكولومبية لورا سارابيا أن ورقة الكوكا «بحد ذاتها ليست ضارة بالصحة».
وأوضحت أن إزالة الورقة من قائمة المخدرات الضارة التي وُضعت عام 1961 –حيث تُصنف إلى جانب الكوكايين والهيروين– سيمكّن من استخدامها «بكامل إمكاناتها في تطبيقات صناعية، مثل صناعة الأسمدة والمشروبات».
وأضافت أن تقنين الورقة هو السبيل الوحيد لمنع تجار المخدرات من احتكارها، وإجبار المجتمعات الريفية على زراعتها لصالحهم، وتدمير الغابات لزيادة مساحاتها الزراعية.
وأشارت إلى أن المليارات التي أُنفقت على ما يُعرف بـ«الحرب على المخدرات» لم تفلح في وقف الاستهلاك أو الإنتاج أو التهريب، بل على العكس، زاد عدد مستخدمي الكوكايين الترفيهيين بأكثر من 50 مليون شخص خلال العقد الماضي.
ومنذ توليه منصبه كأول رئيس يساري لكولومبيا، تبنى بيترو نهجاً جديداً لمكافحة تهريب المخدرات، يركز على الوقاية بين المستخدمين المحتملين، وتوفير بدائل اقتصادية للمزارعين الذين يعتمدون على زراعة الكوكا.
وأثار الرئيس الكولومبي جدلاً الشهر الماضي عندما صرّح بأن الكوكايين «ليس أسوأ من الويسكي» وأن تجريمه سببه كونه منتجاً لاتينياً.
وقال خلال اجتماع حكومي: «إذا كنتم تريدون السلام، عليكم تفكيك تجارة المخدرات»، مضيفاً أن هذه التجارة «يمكن تفكيكها بسهولة إذا تم تقنين الكوكايين عالمياً وبيعه كما يُباع النبيذ».
بدورها، شددت سارابيا على أن تغيير النهج من العقوبات إلى مقاربة أكثر إنسانية لا يعني «التطبيع مع تهريب المخدرات أو التعايش معه».
ووفقاً للوزيرة، تمكنت السلطات الكولومبية منذ تولي بيترو الحكم في أغسطس 2022 وحتى يناير الماضي، من مصادرة أكثر من 1,900 طن من الكوكايين، وتدمير 454 مختبراً سرياً لإنتاجه.