بينما تنشغل الأسواق العالمية عادة بالتطورات السياسية والتجارية، تعود السياسة النقدية لتأخذ مركز الصدارة هذا الأسبوع، حيث يستعد المستثمرون لقرارات حاسمة من الفيدرالي الأميركي، وبنك إنجلترا، والبنك المركزي السويدي، والبنك الوطني السويسري، وسط ارتباك عالمي بسبب حرب الرسوم الجمركية التي بدأتها أميركا ضد حلفاؤها بقرارات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. هذه القرارات تأتي وسط تحركات حادة في الأسواق المالية، حيث سجلت عوائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات تراجعاً بنحو 25 نقطة أساس منذ اجتماع الفيدرالي الأخير في يناير كانون الثاني، بينما فقد مؤشر S&P 500 نحو 7 في المئة من قيمته، وبلغ الذهب مستويات قياسية جديدة عند 3,038 دولاراً للأونصة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
الفيدرالي الأميركي سيعلن عن قراره اليوم، مع عدم توقع أي خفض في الفائدة، لكن الأسواق تضع احتمال 15 في المئة لخفض في مايو أيار، و65 في المئة في يونيو حزيران، السؤال الأهم ليس فقط حول الفائدة، بل حول مدى حساسية الفيدرالي للتقلبات الأخيرة في الأسواق والتوترات التجارية.
في أوروبا، يُنتظر قرار بنك إنجلترا غداً، مع ترجيح الإبقاء على الفائدة دون تغيير، وهو النهج نفسه المتوقع من البنك المركزي السويدي، أما البنك الوطني السويسري، فقد يكون الوحيد الذي يتحرك هذه المرة، وحافظ بنك اليابان، الذي أعلن قراره بالفعل، على موقفه الحذر، ما يعكس عدم اليقين بشأن النمو العالمي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الجغرافيا السياسية تفرض نفسها
على الرغم من التركيز على السياسة النقدية، فإن العوامل الجيوسياسية لا تزال تلعب دوراً محورياً.
وأودى التصعيد العسكري في غزة بحياة أكثر من 400 شخص يوم الثلاثاء، ما زاد التوترات في المنطقة، في الوقت نفسه يبدو أن هناك تحولاً في الموقف الأميركي تجاه الصراع الأوكراني، حيث اتفق الرئيس السابق دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية على وقف الهجمات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية، لكنه لم ينجح في تحقيق وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً كما كانت تطالب واشنطن.
صفقات تثير الجدل
في عالم الأعمال، تستحوذ صفقة بيع أصول شركة سي كي هوتشيسون CK Hutchison المملوكة للملياردير لي كا شينغ على الاهتمام،إذ وافقت الشركة على بيع أصولها، بما في ذلك مواقع حساسة بالقرب من قناة بنما، إلى مجموعة بقيادة بلاك روك BlackRock .
وبينما لقيت الصفقة ترحيباً من إدارة ترامب، فإنها واجهت انتقادات حادة من وسائل الإعلام الصينية الرسمية، ما يسلط الضوء على التوتر المستمر بين بكين وواشنطن حول النفوذ الاقتصادي العالمي.
مؤشرات وأرباح تحت المجهر
في الأسواق الناشئة، استقرت الأسهم الإندونيسية بعد تراجع مفاجئ يوم الثلاثاء، بينما تترقب الأسواق الأوروبية بيانات التضخم النهائية لمنطقة اليورو، والتي ستكون مؤشراً رئيسياً للخطوات المقبلة للبنك المركزي الأوروبي.
من ناحية أخرى، ينتظر المستثمرون نتائج أعمال كبرى الشركات المالية، مثل تينسنت Tencent وبينغ آن Ping An في الصين، إلى جانب تقارير أرباح شركات هارغريفز لانزداون Hargreaves Lansdown، برودينشال Prudential و أم أند جي M&G في لندن.
{{ article.formatted_date }}
