تراجع العائدات، التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، دعم حركة الأسعار في سوق السندات يوم الأربعاء، والتي تأثرت بإشارات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه منفتح على خفض الرسوم الجمركية على الصين، كما تراجع ترامب عن هجماته على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما جلب بعض الراحة في سوق السندات.
يوم الخميس، دعت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هامناك، إلى التحلي بالصبر في السياسة النقدية نظراً للمستويات العالية من عدم اليقين، لكنها لم تستبعد خفض أسعار الفائدة في يونيو، بناءً على البيانات الاقتصادية.
قالت سوبادرا راجابا، رئيسة استراتيجية الأسعار في الولايات المتحدة في بنك «سوسيتيه جنرال»: «السوق تتفاعل بشكل إيجابي مع ذلك، نظراً لأننا سمعنا مؤخراً من عدد من المتحدثين في الاحتياطي الفيدرالي يتبنون لهجة أكثر حذراً بشأن التخفيف، مع غياب الوضوح بشأن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم».
وأضافت: «هناك بعض التفاؤل بناءً على تعليقات ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين، وكيف يمكن أن تكون أقل، لكن التفاؤل دائماً ما يكون متوازناً لأن هناك الكثير من التذبذب في العناوين».
قال ترامب للصحفيين يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستتوصل إلى «صفقة عادلة» مع الصين.. وجاءت هذه التصريحات بعد تعليقات له يوم الثلاثاء قال فيها إن صفقة لخفض الرسوم الجمركية قد تكون ممكنة.
أظهرت البيانات الاقتصادية يوم الخميس مرونة في الاقتصاد الأميركي، رغم أن احتمال نمو أقل بسبب السياسات التجارية الأميركية غيّم النظرة المستقبلية.
ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى أن سوق العمل لا يزال صلباً.
وأظهر تقرير منفصل من مكتب التعداد التابع لوزارة التجارة أن الطلبات على السلع المعمرة ارتفعت بنسبة 9.2 بالمئة الشهر الماضي بعد زيادة بنسبة 0.9 بالمئة في فبراير، كما ارتفعت طلبات السلع الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات، وهي مقياس دقيق لخطط الإنفاق التجاري والمعروفة بالسلع الرأسمالية الأساسية، بنسبة 0.1 بالمئة في مارس بعد انخفاض معدلها المعدل بنسبة 0.3 بالمئة في فبراير.
قال جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة «هاريس المالية»، في ملاحظة: «الشركات تسابق الزمن لتخزين السلع بسبب الرسوم الجمركية، لذا فإن هذه البيانات عن السلع المعمرة ليست مثيرة جداً».
وأضاف: «الخبر الجيد هو أن الشركات تحمي أرباحها وهوامشها، والمستثمرون سيكونون سعداء بذلك».
عوائد السندات
كانت العوائد على السندات القياسية لمدة 10 سنوات قد وصلت إلى 4.33 بالمئة، أي أقل بنحو خمس نقاط أساس عن يوم الأربعاء، كما كانت العوائد على السندات لمدة عامين أقل بنحو ست نقاط أساس عند 3.807 بالمئة.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، ستبيع وزارة الخزانة الأميركية سندات لمدة سبع سنوات بقيمة 44 مليار دولار، وهي آخر عملية إصدار دين لأسبوع هذا الأسبوع.
كانت عملية المزاد على السندات لمدة عامين يوم الثلاثاء ضعيفة، بينما شهدت عملية بيع السندات لمدة خمس سنوات طلباً جيداً يوم الأربعاء.
تمت تهدئة المخاوف في السوق بشأن انسحاب المشترين الأجانب جزئياً هذا الأسبوع، حيث أظهرت بيانات تخص تخصيص المزادات في وزارة الخزانة يوم الأربعاء طلباً أجنبياً قوياً في مزاد سندات لمدة 10 سنوات في وقت سابق من هذا الشهر، عندما كان سوق السندات يشهد عمليات بيع بسبب التقلبات الناتجة عن الرسوم الجمركية.
قال محللو «بي إم أو كابيتال ماركتس» في ملاحظة: «لا يوجد دليل على انسحاب المشترين الأجانب في هذه المرحلة».
(رويترز)
{{ article.formatted_date }}
