ضغوط مزدوجة على أي بي أم: تعليق عقود حكومية وتباطؤ في الخدمات الاستشارية

ضغوط مزدوجة على أي بي أم: تعليق عقود حكومية وتباطؤ في الخدمات الاستشارية (شترستوك)
ضغوط مزدوجة على أي بي أم : تعليق عقود حكومية وتباطؤ في الخدمات الاستشارية
ضغوط مزدوجة على أي بي أم: تعليق عقود حكومية وتباطؤ في الخدمات الاستشارية (شترستوك)

تلقت أسهم أي بي أم IBM ضربة قوية في تداولات الخميس، إذ تراجعت بنسبة تقارب 7 في المئة في الجلسة الصباحية، بعد إعلان الشركة تعليق 15 عقداً فيدرالياً نتيجة خطط خفض الإنفاق التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما تسبب بخسارة أعمال تُقدّر بنحو 100 مليون دولار.

كشفت الشركة التي تُعتبر من عمالقة البرمجيات والخدمات الاستشارية، أن حالة عدم اليقين الاقتصادي تهدد بشكل متزايد وحدة الاستشارات لديها، والتي تعتمد إلى حد كبير على عقود مع الحكومات والشركات الكبرى، وفعلاً سجّلت إيرادات القطاع تراجعاً بنسبة 2 في المئة خلال الربع الأخير، ما يعكس مدى هشاشته أمام التغيرات في بيئة الإنفاق.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ورغم هذا التراجع، أبقت أي بي أم على هدفها بتحقيق نمو سنوي في الإيرادات بنسبة لا تقل عن 5 في المئة بحلول عام 2025، باحتساب العملة الثابتة، وهو رهان لا يزال محل اختبار وسط تحديات مستمرة.

يبدو التحول الحاصل في تركيز الشركة نحو قطاع البرمجيات عالي الربحية ضرورياً في هذا التوقيت، فعلى عكس السلع المادية، تتمتع البرمجيات بحصانة نسبية من تداعيات الجغرافيا السياسية والرسوم الجمركية، ما يمنح هذا القطاع دوراً محورياً في دفع عجلة النمو.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

حققت وحدة البرمجيات، التي تشمل خدمات «ريد هات» والحوسبة السحابية الهجينة، نمواً طفيفاً خلال الربع لكنها لم ترقَ لتوقعات المستثمرين المتفائلة، ما زاد الضغط على إدارة الشركة لتعزيز الأداء في هذا المجال.

محللو «مورغان ستانلي» حذّروا من أن استمرار الضغوط الاقتصادية سيجعل مهمة تسريع نمو البرمجيات أكثر صعوبة، لا سيما في ظل مقارنات الأداء المرتفعة التي تنتظر الشركة في الفصول المقبلة.

ورغم الانتكاسة الأخيرة، لا تزال أي بي أم تحظى بثقة نسبية في السوق، إذ لم تُخفق في تلبية توقعات الأرباح الفصلية على مدار أكثر من عقد، ويُنظر إلى تحوّلها نحو البرمجيات كاستراتيجية دفاعية فعّالة في بيئة تتجه نحو تقليص الإنفاق.

حتى اليوم، ارتفع سهم الشركة بنحو 12 في المئة منذ بداية العام، ويتم تداوله حالياً عند مضاعف ربحية يبلغ 22.24 مرة وفقاً لتقديرات الأرباح، مقارنة بـ21.67 لشركة «أكسنتشر» و19.85 لـ«أوراكل»، ما يُظهر أن السوق لا يزال يُقيّم سهم الشركة ضمن النطاقات المنافسة رغم التحديات.

تجد الشركة نفسها أمام اختبار مزدوج، وهو شحّ في العقود الحكومية وضعف في الإنفاق الاستشاري، مقابل طموحات عالية في البرمجيات.

مستقبل الشركة مرهون بقدرتها على تسريع التحول وتنمية وحدتها الرقمية لمواجهة بيئة اقتصادية متقلبة وقرارات سياسية لا يمكن التنبؤ بها.

(رويترز)