هل تلعب «الكاريزما» دوراً في مستقبل بيركشاير هاثاواي؟

وارن بافيت (شترستوك)
وارن بافيت
وارن بافيت (شترستوك)

لم يكن إعلان وارن بافيت عن مغادرته منصب الرئيس التنفيذي لشركة «بيركشاير هاثاواي» نهاية العام الحالي خبراً عادياً، رغم أن الجميع كان يعلم أن لحظة كهذه قادمة لا محالة.

فالرجل الذي أدار واحدة من أكبر الكيانات الاستثمارية في العالم منذ عام 1965، قرّر أخيراً أن يُسلّم الراية... والراية هذه المرة ستكون بيد غريغ أبيل، نائبه البالغ من العمر 62 عاماً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لكن رغم المفاجأة الزمنية في التوقيت، فإن هوية الخليفة لم تكن غامضة، ألمح بافيت أكثر من مرة إلى أن أبيل هو الأجدر بالمنصب، بل قالها صراحة في اجتماع المساهمين في أوماها «الأمور تسير بشكل أفضل مع غريغ؛ لأنه يعمل بجد أكثر مما أرغب أنا».

من هو غريغ أبيل؟

بدأ غريغ أبيل، المولود في مدينة إدمونتون الكندية لأُسرة عاملة، مسيرته بجمع الزجاجات الفارغة وملء طفايات الحريق، وفي عام 1992، انضم إلى شركة «ميد أميركان إنرجي» التي أصبحت لاحقاً جزءاً من بيركشاير، ليتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسها التنفيذي عام 2008، ثم نائب رئيس بيركشاير لاحقاً، والمسؤول عن عملياتها غير التأمينية التي تشمل السكك الحديدية والطاقة والصناعات الكيميائية والتجزئة وغيرها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ما يميز أبيل ليس فقط فهمه العميق لأعمال بيركشاير المتنوعة، بل أيضاً ميله إلى الإدارة التفصيلية الدقيقة، فهو يطرح أسئلة فنية ومالية تُظهر فهمه العميق وحرصه على متابعة كل صغيرة وكبيرة، مديرون تنفيذيون تعاملوا معه يصفونه بأنه «يُجبرك على التفكير بشكل أعمق»، كما يقول الرئيس التنفيذي لشركة «هوم سيرفيسز أوف أميركا»، كريس كيلي.

ورغم أن أبيل يفتقر إلى الكاريزما الإعلامية التي تمتع بها بافيت، فإن توقعات المستثمرين تميل إلى أنه سيحافظ على «ثقافة بيركشاير» التي تقوم على الاستثمار طويل الأجل، ورفض توزيع الأرباح، واللامركزية في إدارة الشركات التابعة.

كانت بيركشاير تستعد لهذا اليوم منذ سنوات، إذ إن خطة الخلافة كانت دائماً مطروحة، لكن لم يُحدَّد موعد واضح للانتقال، إعلان بافيت جاء مفاجئاً من حيث التوقيت، لكنه لم يكن مفاجئاً من حيث الشخصية المختارة.

خلفية اقتصادية سريعة

تملك بيركشاير هاثاواي التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 1.18 تريليون دولار، حصصاً في شركات مثل «كوكاكولا» و«أبل»، إضافة إلى ملكية كاملة لشركات مثل «بأن أس أف NSF» للسكك الحديدية، و«بيركشاير هاثاواي إنرجي»، وشركات تأمين وعقارات وتجارية وصناعية.

كانت استراتيجية الشركة بقيادة بافيت تقوم دائماً على الصبر، والاعتماد على العوائد المركبة، وعدم الانجرار وراء الموجات قصيرة الأجل في الأسواق.

ومع انتقال القيادة، يبقى التحدي الأكبر لغريغ أبيل ليس فقط في الحفاظ على الإرث، بل في إثبات قدرته على اتخاذ قرارات كبرى في عالم سريع التغيّر، دون ظل أسطورة اسمها وارن بافيت.

(رويترز)