نائب محافظ بنك اليابان: أدوات التيسير تهدد استقلال السياسة النقدية

نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوتشيدا يحذر من أن شراء السندات الحكومية قد يتحول إلى تمويل غير مباشر للعجز. (شترستوك)
بنك اليابان
نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوتشيدا يحذر من أن شراء السندات الحكومية قد يتحول إلى تمويل غير مباشر للعجز. (شترستوك)

حذر نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوتشيدا، اليوم السبت، من أن الاعتماد الطويل الأمد على أدوات التيسير النقدي غير التقليدية يطرح تحديات عميقة للبنوك المركزية حول العالم، لا سيما في ما يتعلق بفصل السياسة النقدية عن السياسة المالية.

وأوضح أن قدرة البنوك المركزية على «طباعة النقود بلا حدود» وشراء السندات الحكومية قد تثير مخاوف بشأن تمويل الدين العام، إذا ما أفرط في استخدامها خارج إطار الأهداف الاقتصادية المحضة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

جاءت تصريحات أوتشيدا خلال كلمته في الاجتماع السنوي لجمعية الاقتصاد النقدي في اليابان، حيث أكد أن الأدوات غير التقليدية التي استخدمت في أعقاب أزمة 2008 كانت ضرورية في وقتها، لكنها الآن تفرض تحديات مؤسسية قد تمس جوهر عمل البنوك المركزية.

الفصل بين السياسة النقدية والمالية ضرورة

أشار أوتشيدا إلى أن التحدي الحقيقي ليس في الحجم الهائل لمشتريات السندات، بل في خطر تحول هذه العمليات إلى أداة ضمنية لتمويل الحكومة. وقال «المعيار الأساسي هو ما إذا كانت السياسة النقدية تدار باستقلال، أم أنها خاضعة لضرورات التمويل العام».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأضاف أن بنك اليابان كان حذراً في الفصل بين مهامه النقدية وتوجهات السياسة المالية، لكنه أقر بأن هذه الحدود باتت ضبابية في بعض السياقات، ما يتطلب إعادة نظر استراتيجية في هيكل أدوات السياسة النقدية.

الخسائر المحاسبية لا تعني فقدان السيطرة

وحول تأثير رفع أسعار الفائدة، أكد أوتشيدا أن البنوك المركزية، ومن ضمنها بنك اليابان، تتوقع تسجيل خسائر مؤقتة محاسبياً بسبب الفارق بين عوائد الأصول القديمة وتكاليف التمويل الحالية، لكنه شدد على أن هذه الخسائر لا تعني بالضرورة تآكل القدرة على إدارة السياسة النقدية.

وقال «طالما بقيت قرارات السياسة النقدية غير خاضعة للاعتبارات المالية قصيرة الأجل، فإن الاستقرار الكلي يظل محمياً».

وفي السياق ذاته، أوضح أن بنك اليابان أجرى محاكاة لآثار رفع الفائدة، وتبين أن البنك يمتلك مرونة كافية لاستيعاب أي آثار محاسبية دون إخلال بمهامه الأساسية.

الرقمنة تفرض مراجعة شاملة لدور النقود

تطرق أوتشيدا كذلك إلى مستقبل النقود في ظل التطور الرقمي المتسارع، إذ أشار إلى أن إدخال النقود الرقمية للبنوك المركزية (CBDC) يمثل فرصة، لكنه يحمل في طياته تحديات تتعلق بثقة الجمهور، وأضاف «إذا اختفت الأوراق النقدية، قد تختفي معها إحدى دعائم الثقة الشعبية في النظام النقدي».

وفي ختام كلمته، أكد نائب محافظ بنك اليابان أن البنوك المركزية مطالبة ليس فقط بتطويع أدواتها لمقتضيات العصر، بل أيضاً بإثبات قدرتها على العمل باستقلال، حتى وسط التحولات الاقتصادية والمالية العميقة التي يشهدها العالم.